5 قصص اجتماعية ناجحة في التعامل مع التويتر
جاءني أحد الآباء يشتكي من كثرة تعلق ابنه بالتويتر ، فاقترحت عليه أن يفتح له حسابا على التويتر ويعمل لابنه (فلو) ليتابعه ، فنظر إلي مستغربا من جوابي فقلت له : لا تستغرب إن الألماس لا يخدش إلا بالألماس ، جرب أن تتابع ولدك فإنك ستتعرف على أصدقائه ، ومستوى تغريداته ، وهذا يساعدك في حل مشكلتك بعد التعرف على ولدك ، ويعطيك صورة حقيقية عنه ، وكانت النتيجة إيجابية عندما فعل ما اقترحت عليه .
وقصة ثانية عشتها مع امرأة اشتكت من تعلق زوجها في التويتر وتحرشه بالفتيات ، وقد اكتشفت ذلك فجأة وجاءتني تستشيرني بالطلاق ، فقلت لها دعينا نجرب حلا ذكيا قبل الطلاق ، ثم نصحتها بفتح حساب على التويتر والتغريد مع زوجها على اعتبار أنها امرأة أجنبية عنه ، فنفذت الخطة وتعلق بها حتى صارحها بما في نفسه من مشاكل جنسية تجاه زوجته ، فأخبرتني بما صارحها به ، فقلت لها : احرصي أن تنفذي ما يرغب به ، وقد فعلت ذلك ، ثم أخبرتني بأن زوجها ترك التحرش بالفتيات وصار مخلصا لها .
وقصة ثالثة ذكرها لي شاب سعودي قال أنا كاتب ولديّ أسلوب جميل ، وقد عرضت مقالاتي على الصحف في السعودية فلم يلتفت إلي أحد ، فبدأت أكتب وأغرد بالتويتر حتى صار لي جمهور ، فلما كثر المتابعون عندي أصبحت الصحافة تركض خلفي وصرت كاتبا معروفا .
وقصة رابعة لشاب لم يجد له عملا وقد تحدث إلي وهو ناقم على مجتمعه ، فقلت له لماذا لا تستفيد من التويتر فتعرض فيه موهبتك ، وكان متميزا في الطبخ ، فاستغرب في البداية ولكنه بدأ يروج لمنتجاته من المأكولات الشهية ، فكثر الطلب على بضاعته وارتفع دخله ، وصار كلما رآني يقول لي أنت السبب بعد الله في انطلاقتي وزيادة دخلي واكتشاف نفسي وموهبتي .
والقصة الخامسة حدثت معي منذ يومين فقد جاءني رجل وقال لي : إن زوجتي تتابعك على التويتر وتعمل بما تكتب ، وأنا أعاني من مشكلة زوجية معها ، فساعدني بأن تغرد ببعض المواضيع التي سأذكرها لك ، عسى أن تسهم في استقرار بيتي ، فقلت له ماذا تريدني أن أكتب ؟ فذكر لي بعض مشاكله الزوجية فغردت بها بالتويتر ، ثم اتصل بي بعد ذلك وقال لي : شكرا .. فإني لاحظت التغيير على زوجتي .
وقصص كثيرة عشتها لا يتسع المقال لذكرها مع شباب وفتيات ، كبار وصغار استفادوا من هذه الوسيلة في التواصل الاجتماعي ، وفي تطوير أنفسهم ومهاراتهم وذواتهم ، وهي بالمناسبة سلاح ذو حدين قد يسهم في تنمية المجتمع أو هدمه ، المهم أن يعرف من يستخدم هذه الوسيلة كيف يستفيد منها ويستثمرها في تنمية ذاته ، وزيادة أصدقائه ، وسعة علمه وثقافته ، وفهمه لواقعه .
وشبكات التواصل الاجتماعي بدأت تزداد حاليا ويزداد روادها على مستوى العالم كله ، ففي كل (ثلاثين ثانية) تطلق بالعالم (مائة وخمسة وسبعون ألف تغريدة) و (سبعمائة ألف رسالة في الفيس) و ( مائتا مليون مشاهدة على اليوتيوب) ، حتى صارت التغريدات اليوم هي حديث الناس وليست الجرائد أوالفضائيات.
فليس حلا أن نمنع أولادنا وبناتنا ، فالمنع سهل ولكن التحدي الذي أمامنا هو كيف نسمح لهم باستغلال هذه الوسيلة بطريقة صحيحة ونافعة ، من خلال وضع ضوابط ونظام داخل البيت لاحترام هذه الوسيلة وحسن التعامل معها ، بأن نخصص ساعات محددة لأبنائنا حتى لا يسرق التويت وقتهم ، ويتعاملون معه بطريقة ذكية ، كما نقترح أن يخصص بالمدارس منهج (المواطنة الرقمية) وهو منهج يعلم الأطفال كيف يكون مواطنا صالحا من خلال استخدام النت ووسائل التواصل الاجتماعي .
إن التويت وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو فرصة لنيل الأجر العظيم بنشر الخير والدعوة من خلاله ، وقد قال تعالى (ن والقلم ومايسطرون) والآن أصبح قلمنا إلكترونيا يسطر ما نقوله له ، وما نفكر فيه ، فأي فرصة أعظم من أن تنشر الخير في وسيلة ينضم لها في كل ثانية 750 عضوا جديد فابدأ من الآن وافتح لك حسابا وانطلق بالخير.