خوفا من كلام الناس .. دمرت حياتها ؟
فتاة كانت لها علاقة حب بشاب فتقدم للزواج منها فرفضته أمها ، وأجبرتها علي الزواج من ابن عمها باعتباره أنه من نفس العائلة ومن أسرة غنية ، ولكنها اكتشفت بعد زواجها منه بأن لديه علاقات نسائية مع بنات الهوي وأنه بخيل ماليا ، فلما واجهته بالعلاقات أنكر في بداية الزواج ولكنه أقر بها بعد ذلك ، وقال لها هذا ما يسعدني فإن شئت صبرت وإن شئت طلقتك ، فرجعت لأمها ورفضت فكرة الطلاق خوفا من كلام الناس ، واستمرت تقاوم انحرافه لمدة عشر سنوات ولكنها يأست من تغييره فبدأت تفكر بالعودة للشاب الذي تحبه قبل زواجها ، فدخلت علي باستشارة وعرضت علي ما تفكر فيه ، فقلت لها : إياك أن تفعلي ولا تعالجي الخطأ بخطأ مثله فإن هذا الفعل يغضب الله تعالي ، فاقترحت عليها في حالة رغبتها بالرجوع للشاب الذي كانت تحبه أن تطلب الطلاق من زوجها ثم تتزوج من كانت تحبه ، قالت إن الشاب الذي كنت أحبه إلي الآن لم يتزوج من حبه لي ورفض أي زواج من بعدي ، قلت لها : إذن أنصحك بالطلاق فهو خير لك ، وانتهي اللقاء
وبعد سنتين رجعت وقالت أريد أن أصارحك بشيء ، قلت لها : تفضلي ، قالت : الصراحة لقد تواصلت مع الشاب الذي كان يحبني وصار لي سنتين أخرج معه في نهاية الأسبوع وهو يصرف علي ويشتري لي الهدايا ، قلت لها : وهل تم الطلاق بينك وبين زوجك ؟ سكتت ثم ترددت فقالت : الصراحة لا ، استمريت مع زوجي ومع عشيقي ، قلت لها : إذن بدأت المعركة ، قالت : أي معركة ؟ قلت : لقد أدخلت نفسك بمعركة مع الله تعالي بفعل هذه الكبيرة ، قالت : ماذا أفعل فأنا أخشي كلام الناس وأهلي كذلك ، فماذا يقولون عني (مطلقة ، مجنونة تركت زوجها صاحب المنصب ، مغفلة تركت مصدر عزها لأنه له وجاهه بالبلد ، ظالمة شتت ولديها ) وغيرها من العبارات التي تعمل مفعول السكاكين وأنت تعرف مجتمعنا وتعرف كلام الناس ، فسكت
فقالت : أخترت أن أستمر بعلاقتي مع زوجي كواجهة اجتماعية ، ويعيش كل واحد منا حياته الخاصة لوحده ، قلت : ولكنك جعلت المجتمع وكلام الناس مقدم علي كلام رب الناس ، أما زوجك فإن الله سيحاسبه وأنت تعرفين عقوبة الزناة فقد رآهم النبي صلي الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج (بالتنور يحرقون) فزوجك قبل أن يكون من سكنى التنور ، وأنت المفروض أن لا تقبلي بهذا ، وأنتهي اللقاء
وبعد خمس سنوات رجعت إلي وهو تبكي بكاء مرا وتقول: لقد توفي أحد أولادي بحادث سيارة وفقدت أعز أبنائي علي وبقي لي ولد واحد فقط ، فسكت ولم أتكلم ، فبادرت هي بالحديث وقالت : أعرف ماذا تريد أن تقول ، أنك دخلت في معركة تحاربين بها الله تعالي بسبب استمراري مع العشيق بعلاقة محرمة ، قلت : أولا عظم الله أجرك بوفاة ولدك ، وثانيا : إن الله تعالي يرسل للعبد رسائل في الدنيا حتي يفيق من غفلته ويرجع لربه ، فقد تكون الرسالة (خسارة مالية أو مرض أو وفاة عزيز أو مصيبة) ، كل هذه رسائل ربانية وما زلت أكرر نصيحتي لك اطلبي الطلاق من زوجك وتزوجي عشيقك ، فإنه أفضل لك في دنياك وآخرتك ، قالت : وكيف أواجه المجتمع ؟ وماذا أقول للناس ؟ وأنت تعرف مكانتنا بالمجتمع وعائلتنا من أغني العائلات ورجالنا أصحاب مناصب بالدولة ، قلت : ولكن صحتك وسلامة ايمانك وقلبك أولي من ذلك كله ، ثم أن هذا الطلاق ليس أول طلاق بعائلتك ، فإذا تكلم عنك الناس واجهيهم وكوني قوية ، ولكن لا تدخلي في معركة مع الله بفعلك للحرام ، وانتهي اللقاء
وبعد ثلاث سنوات دخلت علي وهي شاحبة الوجه ، فقلت لها خير إن شاء الله ، قالت : لقد أصبت بمرض خطير ولا بد من السفر خارج بلدي للعلاج ، وقد تخلي زوجي عني وعن دفع مصاريف العلاج ، قلت : وماذا ستفعلين ؟ قالت : عشيقي قال لي بأنه سيتكفل بعلاجي ، قلت : وهل ما زلت مستمرة مع عشيقك ؟ سكتت فترة طويلة ولم تتكلم ، ثم قلت لها : عرفت الجواب ، لا داعي للحديث ، ولكن ما زلت أقول لك اطلبي الطلاق واتركي كلام الناس عنك جانبا ، (فرضي الناس غاية لا تدرك ورضي رب الناس غاية تدرك) ، وجلست تبكي وتقول : يا ليتيني أخذت بكلامك من زمان ، قلت ما زال في الوقت سعة ، المهم أن تتخذي قرارا الآن بطلب الطلاق والزواج من عشيقك ثم سافري مع عشيقك وليتكفل بعلاجك كاملا ، قالت هو قال لي هذا ، وانتهي اللقاء
أعرف أن القارئ يريد أن يعرف نهاية القصة ولكني أنا شخصيا لا أعرف نهايتها، فهي الآن في مرحلة العلاج ونسأل الله لها التوبة وتصحيح المسار والشفاء ، وقد استأذنتها بأن أكتب قصتها فوافقت مع اخباري بأن أخفي بعض المعلومات وأضيف قليلا علي الرواية حتي لا يكتشف أمرها ، وقد فعلت ذلك بناء علي وصيتها ولكني لم أخل بمحتوي الحدث نفسه حتي تكون القصة عبرة لمن يعتبر، المهم أن نعلم أن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته