كيف تجعل أمك وزوجتك رقم (1) في حياتك ؟
دار حوار بيني وبين امرأة أجنبية غير مسلمة فقالت: لماذا أنتم لا تحترمون زوجاتكم؟ فقلت لها: كيف ذلك؟ قالت: المسلمون دائما يقدمون رأي الأم على الزوجة وهذا يعنى عدم احترامكم زوجاتكم، فقلت لها: كلامك غير صحيح بالطريقة التي ذكرتِها فنحن نحترم المرأة ونقدرها وعندنا المرأة هي رقم (1) في حياة الرجل أياً كان هذا الرجل (ولدا أو زوجا أو أبا).
قالت ولكن واقع المسلمين يختلف عما تقوله، قلت: لا تحكمي على بعض الممارسات الخاطئة والتي قد تنبع من عادات وتقاليد تخالف هدي الإسلام، نحن عندنا الزوجة بالنسبة للزوج هي رقم (1) في حياته ولهذا تجدينه من أول يوم في زواجه يفكر في تأمين مستقبلها وأولادها من خلال كسب الرزق وتأمين المسكن والإعاشة فهو يعمل ليل نهار من أجلها، فلو لم تكن رقم (1) لتركها وقال لها دبري أمر نفسك في حياتك أو اعملي واصرفي على نفسك وبيتك ومعيشتك وأولادك.
قالت: ولكنكم تقدمون رأي أم الزوج على رأي الزوجة وأنا لدي صديقات مسلمات يقلن لي ذلك فكيف تكون الزوجة هي رقم (1) بالنسبة لزوجها؟
قلت: دعيني أشرح لك الأمر بطريقة مختلفة، إن الزوج الذي يتزوج امرأة عمرها في العشرينيات فإن أمه يكون عمرها غالبا في الأربعينيات أو الخمسينيات فالفرق بينهما في أقل تقدير عشرون عاما، ومن الطبيعي أن يتم تقديم رأي الأم على الزوجة عند الاختلاف في الرأي بسبب كبر السن وسبق الفضل، وهذا ليس عندنا فقط بل حتى أنتم في الغرب كذلك تحترمون كبير السن في قوانينكم بل وحتى في مواقف سياراتكم، فإن كانت الزوجة عندنا هي رقم (1) في حياة زوجها فإن أمه تكون درجتها (+1(.
فابتسمت وقالت ألا تكون الزوجة في هذه الحالة رقم (2) بالنسبة لأم الزوج؟
قلت: حتى لو كان كذلك في مسألة أو مسألتين فيهما خلاف بين الأم والزوجة وقدم الزوج رأي أمه وصارت زوجته رقم (2) فهذه حالات قليلة، ونحن نرى موقفها هذا فيه احترام لزوجها وتقدير له، ومن زاوية أخرى فإنها محافظة على رقم (1) دائما بالنسبة لأولادها فأولادها عندما يتزوجون سيعاملونها المعاملة نفسها، وهذه هي العدالة الاجتماعية، ففي الغالب كرسيها رقمه (1) وقد يتغير الرقم قليلا بحسب مكانتها في شجرة العائلة وهذا أمر طبيعي.
قالت: أنتم منطقكم غريب قلت: بل هو يشبه منطقكم أنتم في عالم التجارة والشركات عندما يكون الشخص مسناً وذا خبرة ومؤسسا للشركة ألا يستحق أن يسمع له ويطاع ويكون صاحب فضل على الجميع؟
قالت: بلى خاصة إذا كان يملك الشركة، قلت: إذن ما الفرق بيننا وبينكم؟ ولماذا قبلتم النظام عندكم ورفضتموه عندنا؟ ونحن نرى الأم هي التي حملت بالابن وسهرت عليه وتعبت من أجله وفرحت بزواجه بالإضافة إلى كونها صاحبة خبرة وتجربة في الحياة، فما المانع من الأخذ بكلامها وأن تستفيد الزوجة الحديثة في الحياة من خبرتها؟
قالت نظامكم الاجتماعي دقيق ومحكم جدا ويحتاج مني إلى تأمل وتفكر ولكن ماذا لو تعارضت الآراء؟ قلت لها: نحن دائما نوصي الزوج في حالة تعارض الآراء أن يتعامل مع الاثنتين بحكمة وذكاء والأصل أن يأخذ برأي أمه براً بها من غير تسفيه لرأي زوجته، ويكون دبلوماسيا ويحسن التصرف معهما عند تعارض الآراء فيوفق بينهما بذكاء وحنكة فيستجيب لأمه ولا يغضب زوجته، كما أجاب الإمام مالك رحمه الله عندما سأله سائل: طلبني أبي فمنعتني أمي فمن أطيع؟ فرد عليه: أطع أباك ولا تعص أمك، فهذه الدبلوماسية التي نتحدث عنها.
ثم التفتّ إليها وقلت: لا يغرنّكِ ما يثار في وسائل الإعلام حول ظلم الإسلام للمرأة فهذا غير صحيح، وإن الواقع الذي نعيشه في بلاد المسلمين إن كان ظالما للمرأة فإن هذا لا يمثل الإسلام، فالمرأة عندنا مخدومة والكل يتمنى أن يساعدها سواء كانت (بنتا أو زوجة أو أما) فالبنت في طفولتها تفتح لأبيها أبواب الجنة وفي شبابها تكمل للرجل نصف دينه وفي أمومتها تكون الجنة تحت أقدامها.. فتأملي ذلك..