لولا الإنستجرام لطلقت زوجتي
في جلسة شبابية كنا نتحدث عن إيجابيات وسلبيات (الإنستجرام) ، فتحدث شاب عن قصة زوجين كادا أن يتطلقا ولكن الإنستجرام كان سببا في استمرار حياتهما الزوجية ، وهي أن زوجا كان على خلاف مع زوجته بسبب تقصيرها في البيت وخاصة في الجانب الغذائي ، وهو يحب الطعام والتفنن فيه كثيرا ، وقد طلب من زوجته أكثر من مرة أن تطبخ له إلا أنها كانت دائما تعتذر له بسبب عدم معرفتها ، وكثيرا ما كانت تردد عليه بأنها لم تتعلم الطبخ في بيت أهلها ، ففكر بالانفصال وقد صارحها بذلك إلا أنها فكرت بفكرة ذكية لعلاج مشكلتها وهي أن تبحث بالإنستجرام لعلها تجد حلا لمشكلتها ، فتعرفت على حساب تديره امرأة كبيرة بالسن قد تجاوز عمرها السبعين عاما ، تقدم فيه وجبة يومية مع بيان طريقة تحضيرها من خلال الكلام المكتوب ومقاطع الفيديو ، فصارت كل يوم تتفنن في تقديم الوجبات والسلطات لزوجها حتى تغيرت نظرته لها واستقرت حياتهما بعد تجاوز هذه المشكلة .
لعل بعض القراء الآن يتفاعل مع شخصية هذا الزوج ويقول عنه إنه (بطيني أوأناني) ، ولكن ما يهمني هو أن نركز على طريقة حل المشكلة ونستفيد منها لا على موقف الزوج سواء كان خطأ أم صوابا ، فالناس أنواع وأشكال ولا نستطيع دائما أن نغير الناس ولكن الذكي من يتصرف مع الناس بذكاء ، والمهم هو كيف عالجت الزوجة المشكلة بمهارة وذكاء ، والأهم توظيف خدمة الشبكات الاجتماعية في تحقيق سعادة الإنسان واستقرار أسرته ، وقد اتصل هذا الزوج بالمرأة المسنة صاحبة حساب الإنستجرام يشكرها على ما تقوم به من عمل جليل ، ويخبرها بأن عملها هذا كان سببا في استقرار أسرته وزيادة المحبة الزوجية ، وكما قيل (أقرب الطرق للوصول إلى قلب الرجل .. معدته) .
(فالإنستجرام) اليوم صار مؤثرا ومغيرا للكثير من الأفكار والاتجاهات ، وقد لمست ذلك من خلال أكثر من شخص متابع لحسابي الشخصي ، يخبرني عن التغيير الذي حصل له شخصيا أو التغير الذي حصل لأسرته ، ولعل من غرائب القصص التي مرت علي أن فتاة عمرها 15 سنة تقرأ ما أكتبه كل يوم على والديها ، وقد قالت لي بأن علاقة والديها تحسنت كثيرا وتغيرت للأفضل.
كما أن (الإنستجرام) صار اليوم أداة للحكم على شخصية الأفراد ، فكم من خاطب تعرف علي مخطوبته من خلال حسابها ، وكم من مخطوبة درست شخصية الخاطب من حسابه ، كما أن (الإنستجرام) أسهم في استخراج مواهب الناس الخفية ، وصار كل صاحب موهبة أو اهتمام يجد له صحبة عندهم الاهتمام والموهبة التي لديه فيأنس بالحوار معهم.
و (الإنستوجرام) كذلك دعم وبشكل قوي أصحاب الأفكار و المشاريع الصغيرة ، فكم من فكرة كانت مدفونة في نفس صاحبها فلما أطلقها على الإنستجرام انطلقت وكبرت وتحولت لمشروع تجاري أو خيري أو اجتماعي ، ومنذ يومين كنت أتحدث مع ابني عن شركة أعرفها جيدة في تنظيف السيارات وغسلها ، فقال لي : وأنا أعرف شركة أخرى تنظف بطريقة مبدعة وتقنية عالية ولا تحتاج أن تذهب إليها بل هي تأتيك إلى منزلك وتنظف سيارتك ، فاستغربت من كلامه ثم سألته : وكيف عرفتها ؟ قال (بالإنستجرام) ثم عرض علي صور تنظيفها للسيارات فأعجبتني واقتنعت بعملها.
فخدمات (الإنستجرام) متنوعة وقد استثمرت خبرتي فيه بحل الكثير من المشاكل الاجتماعية والتربوية التي تأتيني في مكتبي ، فقد جاءتني امرأة طلقت من زوجها ظلما وعدوانا بعدما أخرجها من عملها وتركها من غير دخل ، وعلمت من حواري معها أنها متميزة بالطبخ فاقترحت عليها فتح حساب بالإنستجرام ، تضع في صور الأكلات التي تعدها ، فلما اقتنعت بكلامي فتحت لها حسابا وهي بمكتبي ، وانطلقت متفاعلة معه ثم أخبرتني بعد ثلاثة أشهر أن دخلها الشهري صار أعلى من الراتب الذي كانت تتقاضاه . وامرأة أخرى لديها أطفال وهي تعاني من قلة الدخل فاقترحت عليها أن تفتح حسابا وتبدأ بترويج منتجاتها التي تعملها بيدها بالبيت ، وانطلقت بعدها انطلاقا كبيرا ، حتى صار ابنها يساعدها بمشروعها التجاري وبدأت تنفق على تعليم ابنها من هذا المشروع وقالت (لولا الله والإنستجرام لأكلنا الحرام) فابتسمت لكلامها وتذكرت قصة (لولا الإنستجرام لطلقت زوجتي).