(8) مفاهيم تحدث بها مع ابنك المراهق
(العلاقات العاطفية ، الملل الدراسي ، الشبكات الإجتماعية ، علامات البلوغ ، اضطراب المشاعر ، الإهتمام بالصحة وتنظيم الأكل ، حدود الصداقة ، أنت مسؤول أمام الله ) ، هذه ثمانية مفاهيم مهمة جدا للحديث مع كل طفل مقبل علي مرحلة المراهقة سواء كان ولدا أو بنتا ، وسؤالي لكل قارئ لهذا المقال هو : هل تحدثت مع ابنك المراهق حول هذه المفاهيم الثمانية ؟
إن الحديث مع أبنائنا المراهقين حول هذه المفاهيم ينبغي أن يكون مفصلا لا مختصرا ، ويكون مكررا لا لمرة واحدة ، لأن مرحلة المراهقة فيها تقلب شديد للمزاج والمشاعروالعواطف للبنات والشباب ، وكلما كان المراهق مهيأ لهذه المفاهيم قبل بلوغه كلما ساعده ذلك علي عدم الوقوع في سلبيات العلاقات العاطفية ، أو الشبكات الإجتماعية ، أو الفوضى في الأكل وترك الرياضة ، أو مصاحبة من يكون سببا في انحرافه وكثرة أخطائه ، وعلى رأس ذلك كله لابد أن نتحدث معه بوضوح عن مفهوم المسؤولية وهو أنه إذا بلغ الطفل فإنه يكون مسؤولا عن تصرفاته وأقواله أمام الله تعالى ، فقد انتهى زمن الإعتماد علي الغير حتى ولو كان والديه ، بل هو الآن بكامل أهليته وكفاءته وهو مسؤول عن كلماته وعن تصرفاته ويتحمل المحاسبة الكاملة في حالة الخطأ أو التقصير
إن كثيرا من الآباء والأمهات مقصرين في تربية أبنائهم المراهقين إما لإنشغالهم أو لجهلهم ، ويكتشفون مشاكل أبنائهم عندما يتمردون عليهم أو عند مصادقة صحبة سيئة ، أو عند تململهم من الدراسة وأهمال الواجب المنزلي ، وتبدأ علاماتهم بالهبوط بعدما كانوا متفوقين ، أو عند اكتشاف علاقة عاطفية بين الشاب والفتاة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو الزمالة المدرسية ، أو أن ترسل الفتاة صورها الشخصية لبعض الشباب وصديقاتها وهي بمظهر أو لباس غير لائق ، أو عند ملاحظة الأفراط في الأكل والكسل وكثرة النوم من المراهقين ، وأكبر خطأ أن يتعامل الوالدين مع المراهق في مثل هذه المواقف بالنقد والصراخ والعصبية أو الضرب فيزداد المراهق عنادا وتمردا ، وتصل العلاقة التربوية لطريق مسدود يخسر كل طرف منهم الآخر
فكم حالة جلست معها لبنات أوشباب وقعوا في فخ العلاقة العاطفية المحرمة سواء كانت سوية بين شاب وفتاة أو بعلاقة شاذة بين شابين أو فتاتين ، وعندما أجمع المعلومات عن السلوك الخاطئ أكتشف أن الوالدين لم يتحدثا مع ابنهما حول هذه الموضوع ، فهناك الكثير من الطرق الذكية في توصيل المعلومات العاطفية والجنسية للأبناء إلا إن الوالدين لم يفعلا ذلك ، فأنا أعرف أبا طلب من صديقه أن يتحدث مع ابنه المراهق في موضوع العلاقات العاطفية ، وأعرف أما طلبت من أختها التحدث مع ابنتها في نفس الموضوع ، وأعرف أبا يرسل لإبنه روابط الفيديوا حول مضار الإنحرافات الجنسية علي هاتفه بالوتس ليشاهده ويزداد علما وثقافة ، فهذه من الحلول الذكية
أما مفهوم إضطراب مشاعر المراهق فهذه المرحلة العمرية فرصة تربوية جيدة لإستغلالها في الحديث معه عن الفروقات الفردية والفرق بين الجنسين ، وفرصة ذهبية كذلك للحديث معه حول تقوية علاقته بربه ، علي أن يكون الحديث بالهدوء وحكمة لا بالأوامر والصراخ فيكره الدين والمتدينين ، وأن يرى الوالدان قدوة أمامه في قراءة القرآن والذكر والحرص علي الصلاة وحب الصالحين فيتأثر بعملهم أكثر من تأثره بكلامهم ،
إن الوالدين في هذه المرحلة العمرية قد يأتيهما شعور بأنهما خسرا ابنهما أو ابنتهما بسبب عصيانهما وتمردهما علي أوامرهما ونصائحهما ، ولكن هذا الشعور غير صحيح وخاصة إذا أحسن الوالدين تربية أبنهما منذ الصغر ، فإنه مهما تمرد فإنه سيرجع إلي أصل تربيته والقيم التي تم غرسها فيه أثناء طفولته ، ولهذا مهم جدا أن نظهر لهم حبنا وحرصنا عليهم مع التوجيه والإرشاد لهم
ولعل أهم مفهوم لا بد أن نغرسه في نفوس أبنائنا المراهقين هو أنهم أصبحوا بعد البلوغ مسؤولين أمام الله عن تصرفاتهم وسلوكياتهم ، وأن دور الوالدين هو التذكير والتوجيه والنصيحة ، فهذه ثمانية مفاهيم لا بد من الحديث مع أبنائنا بها بين فترة وأخرى