لو لم أكن اجتماعي هل ينجح زواجي !!
قال تم تحديد موعد اللقاء بالمخطوبة لأتعرف عليها الأسبوع القادم ، وأنا شخص غير اجتماعي وأخاف أن ترفضني الفتاة فماذا أفعل ؟ قلت : ماذا تقصد أنك شخص غير اجتماعي ، فهل أنت لا تحب التعرف علي الأصدقاء أم أنك تحب الجلوس لوحدك طول اليوم أم أنك لا تحب الإختلاط بالناس ؟ قال : أنا شخص أحب القراءة والعلم وعندي ميول ومواهب الكترونية ولكني لا أحب الإختلاط بالناس وأكره كثرة الطلعات والزيارات ، وأخاف أن تكون الفتاة اجتماعية وتحب كثرة الخروج والذهاب للأسواق كل يوم ،
قلت : هل جمعت معلومات عن الفتاة التي تريد أن تخطبها فربما هي كذلك لا تحب كثرة الخروج والإختلاط بالناس وتحب القراءة وممارسة الهوايات ، قال : لا أعرف لكني سمعت قصصا كثيرة في فشل الزواج بسبب الإختلاف بين الزوجين في الجانب الإجتماعي ، فقلت له : نحن لدينا أربعة احتمالات في الجانب الإجتماعي ، الأول أن يكون الزوج اجتماعي والزوجة انطوائية والثاني أن تكون الزوجة اجتماعية والزوج انطوائي والثالث أن يكون كلا الزوجين اجتماعين والرابع أن يكون كلاهما انطوائيين ، فقال : وما هي أفضل حالة لنجاح الزواج وعدم فشله ؟ قلت : قد تستغرب لو قلت لك أن كل الحالات ممكن أن تنجح في الزواج بشرط واحد ، وهو أن يتم التعارف بينهما وقت الخطبة وأن يقبل كل واحد منهما الآخر يرضى بالعيش معه ففي هذه الحالة يكون الزواج ناجحا ،
قال : طيب لو أحببت أنا أن أطور نفسي وأكون أكثر اجتماعيا فهل ممكن ذلك ؟ قلت : نعم ممكن ذلك ولكنك تحتاج أن تمارس الحياة الإجتماعية حتى تكتسبها ، مثل أن تشارك في النقاشات والحوارات في التجمعات الشبابية أوعندما تجلس مع أهلك أو أصدقائك تعبر عما يدور في نفسك من أفكار وأراء ، وأن تحافظ علي علاقاتك الإجتماعية من خلال المشاركة بمناسبات الأفراح والأحزان ، ولا مانع أن تكون لديك بعض الخصوصيات والأسرار لا تذكرها لأصدقائك وأهلك ، وإذا تزوجت واكتشفت أن زوجتك اجتماعية لا تمنعها لو طلبت منك الخروج لأهلها أو عند صديقاتها حتى لا تكون انطوائيتك سبب في كراهيتك ، وإنما قدر ما تحب وشجعها بحدود وتوازن ،
قال : ولكن أنا انطوائيتي ليست مرضا ، قلت : صحيح ليس كل انطوائية مرض ، فأنت انطوائيتك نابعة من حبك للتفكير والعمل لوحدك لأنك إنسان عملي وعلمي وذو مواهب متعددة ، والناس أصناف بعضهم تكون طاقته وعطاءه مميزا عندما يكون وحده وبعضهم تزيد طاقته لو كان مع الناس ، لكن حاول أن تشرح هذه الصفة لمن تريد خطبتها حتي تتعرف عليك أكثر ،
قال : طيب لو أحببت أن أكسب من حولي وأقوي علاقاتي الإجتماعية فماذا أفعل ؟ قلت : عليك بهدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان عليه الصلاة والسلام اجتماعيا يحب الناس والناس يحبونه لأنه كان يشاركهم همومهم وقضاياهم وأعمالهم ، فمثلا حينما كان مع أصحابه في السفر وأرادوا أن يعالجوا شاةً ليأكلوها قال أحدهم : علي ذبحها وقال آخر: عليها سلخها وقال ثالث: علي طبخها فقال عليه الصلاة والسلام: علي جمع الحطب ، وكذلك شارك عليه السلام أصحابه في حفر الخندق ، وشارك أصحابه في بناء المسجد أول ما قدم المدينة المنورة ، وإذا دخل المجلس جلس مثل أصحابه فلا يتميز عليهم ، ويجلس حيث ينتهى المجلس ولا يمد رجليه أمام الجلساء ، ويتحدث ويمازح الكبير والصغير وحتى الخادم ويجلس معهم ، ويشرب آخر الناس ، ويساعد المحتاج فإذا وجد سائلا يحتاج شيئا قال له إشتر وأجعله دينا علي ، وكان إذا حدثه رجل من خلفه يلتفت بكل جسمه تجاهه ، وإذا صافح لم يسحب يده حتى يسحب الآخر يده ، وكان يصغي لمن يتحدث إليه ولا يقاطع مع من يخالفه الرأي ، وكان عليه السلام يتجمل لإخوانه فيلبس الثياب الجميلة ، وإذا مشى يعرف بطيب المسك من رائحته ، فكن ذو أخلاقك عالية يحبك الناس وتحبك خطيبتك كذلك