هل يتغير الزواج بعد سن ال 40 ؟
الإكتشاف الجديد للزوجين يحدث بعد سن ال 40 ، وبعد عبور مراحل رحلة الحياة والتي فيها معاناة الدراسة ومعاناة بداية الحياة الزوجية ومتاعب تأسيس البيت وهموم الأطفال والأبناء ، بالإضافة إلي رعاية الوالدين لو كانوا كبار بالسن ، حتى يصل الزوجان لمرحلة الإستقرار المالي والتربوي والزوجي أو عند تقاعد أحد الزوجين ، عندها تتغير التحديات في الحياة وتتغير معها صحة الزوجين ونفسيتهما لتجاوزهما سن الأربعين ، وقتها يحتاج كلا الزوجين علي التعرف علي بعضهما من جديد وكأنهما في مرحلة الخطبة والتعارف ،
إن الزوجين بعد سن الأربعين لا يحسنون التعامل مع بعضهم البعض لعدم معرفتهم بالتغيرات التي حدثت لهما ، وقد عرضت علي قضايا كثيرة دخلت فيها للإصلاح وكان السبب هو عدم وعي الزوجين بطبيعة المرحلة التي هم فيها ، فأكثر الأزواج وحتى الزوجات مزاجهم ونفسيتهم وطريقة تفكيرهم تختلف بعد سن الأربعين ، وهذا يتطلب تعارف جديد من كلا الطرفين ، وقد يسبق الزوج الزوجة في التغير أو تسبق الزوجة زوجها ، ولكن كلاهما لابد أن يمرا في هذه المرحلة التغييرية في الحياة ، ولعل هذا يتطلب مجهود أكبر من كل طرف لكسب الطرف الآخر ، فالبعض يحب أن يسترجع هواياته القديمة ويحيي مواهبه الدفينة ، بعدما عاش أول عشرين سنة من حياته مشغول في التعليم ، وثاني عشرين سنة من حياته مشغول في الأسرة ، والآن هو داخل في العشرين الثالثة والتي يفكر ويخطط لها علما بأن أكثر الناس لا يعرف ماذا يعمل في العشرين الثالثة ،
ولكن هناك حقائق لا بد من معرفتها في عالم الرجال وهي تفيد المرأة ، مثل أن الرجل بشكل عام يحب التغيير و التنوع في هذا السن ، ويشعر أنه قدم الكثير من الأعمال والتضحيات ، والآن هو يستحق أن يكافأ نفسه بالأشياء التي حرم نفسه منها في أول حياته ، فبعض الرجال يتعامل مع هذه الحاجة بعقلانية وحكمة وبعضهم لا يحسن إدارة هذه الحاجة فتكون سببا في دمار حياته الشخصية أو الأسرية ، والأمر الآخر إذا صار الزوج لا يهتم بكلام زوجته ولبسها وطلباتها فإن هذا مؤشر علي الملل الزوجي ، فتحتاج الزوجة في هذه الحالة لوقفة حتى تلتفت إلي احتياجاته الجديدة فتتعرف عليها ثم تسعى لتشبعه بها ، فالمرأة الذكية هي التي تعرف كيف تكون عدة نساء في امرأة واحدة لزوجها ، كما أن الزوج في هذه المرحلة يحب المرأة الصديقة ويكره المرأة المحاسبة له، لأنه يرى نفسه رشيدا ناضجا ولا يريد أحد أن يحاسبه ، وهذا يتطلب أن تتحدث الزوجة معه بطريقة تشعره بصداقتها لا بمحاسبته علي تقصيره ، لأن الصمت بعد سن الأربعين إما دليل علي أن الحوار في بداية الزواج لم يكن جيدا ، أو عدم ارتياح كل طرف للآخر بطريقة حواره وكلامه ، والأمر الثالث الذي تحتاج الزوجة أن تهتم فيه في هذه المرحلة رشاقتها وشكلها وجسمها وكذلك شعرها ، فالشعر كما قيل هو تاج الجمال، فالزوج يجد نفسه أمام زوجة مختلفة عن التي تزوجها وهذا يساعده علي الإستقرار معها ويشبع رغباته التي ازدادت عنده بعد سن الأربعين
أما الحقائق التي لا بد من معرفتها في عالم المرأة وهي تفيد الرجل ، إن المرأة بعد سن الأربعين تكون متوقعة أن يتفرغ لها زوجها بعدما كان مشغول عنها في أول عشرين سنة من حياتهما ، فقد كان مشغولا بتأسيس البيت ومواجهة تحديات الحياة ، فإذا استمر في شغله أو فتح مشاريع أخرى وانشغل عنها أكثر فإنها تصاب بالإحباط بسبب أن واقعها صار علي خلاف توقعاتها ، فإذا أراد الزوج أن يكسب زوجته بعد سن الأربعين عليه أولا أن يشعرها بأنه يعوض لها تقصيره أو غيابه عنها خلال العشرين السنة الماضية بالطريقة التي يراها مناسبة ، مثل تقديم الهدايا أو الإستجابة لطلباتها التي كان يرفضها بالسابق بسبب انشغاله أو قلة المادة عنده فيعوضها بالسفر أوالمشي اليومي أوتناول الإفطار معها أو الحديث معها وأخذ رأيها ، ولعل هذا من أهم ما تحتاجه المرأة التي تجاوزت سن الأربعين ، فهي تريد شخصا يتحدث معها ويستمع إلي حديثها فيشعرها بأنه صديقها وهو في الحقيقة زوجها ، وفي حالة لو كان عند الرجل أطفالا صغارا فعليه أن يعوضهم فيعطيهم من وقته ، ويوصلهم للمدرسة ويدرسهم وقت المساء ، ويجلس ويلعب معهم ويشارك في تربيتهم فيأثر ذلك علي المرأة ايجابيا ، ومن البرامج الجميلة في هذه المرحلة العمرية اشتراك الزوجين في العبادة مثل صلاة التراويح برمضان ، أو حضور برامج علمية ، أو متابعة مسلسل تاريخي ومناقشة أحداثه ، أو المشاركة في مشروع خيري ، وغيرها من البرامج التي فيها خدمة للدين أو للمجتمع ،
كل هذه الأفكار التي كتبتها للزوجة أو للزوج يحتاجها من تجاوز عمره الأربعين سنة ، وإني أستطيع أن أقسم الأسر التي تجاوز زواجها العشرين سنة إلي ثلاثة أقسام ، القسم الأول أسر تسعي للطلاق والتفريق بسبب عدم فهم طبيعة المرحلة التي هم فيها وبسبب كثرة المشاكل القديمة ، والقسم الثاني أسر تعيش بصمت من أجل الحفاظ علي الأسرة والأبناء إلا إن كل زوج له حياته المستقلة عن الآخر ، والثالث أسرة منسجمة وبين الزوجين محبة ومودة حتى بعد سن الأربعين ، ولعل هذا المقال يفيد الزوجين من القسم الأول والثاني ويعزز العلاقة للأسرة التي في القسم الثالث