(4) قصص المانية اجتماعية
شاب مسلم تزوج فتاة المانية بعد دخولها بالإسلام وعلم من زوجته بأن أمها بدار العجزة ، فاقترح الشاب علي زوجته أن يزور أمها أسبوعيا ففرحت الأم بزيارتهما كل أسبوع ، وصار كل يوم خميس يزور أم زوجته ويسلمها هدية يشتري هدية ، فاستغربت الأم من كثرة زيارتهما لها فسألت الزوج : لماذا أنت تأتي لزيارتي مع ابنتي كل خميس وتحضر لي الهدايا وأولادي لا يفكرون بي ولا يتصلون بي إلا كل عيد مرة بالسنة ؟ فأجابها : بأن ديني الإسلامي وربي يأمرني بأن نبر أم زوجتي ونخدمها ونحسن إليها ، فصدمت من جوابه وقالت له بعفوية : أنا أحببت ربك ودينك ولا أحب رب أولادي ،
وقصة أخرى علي النقيض تماما ففي فتاة عمرها 14 سنة ومتعلقة جدا في جدتها الألمانية ،وقد مرضت الجدة وتوفيت فحزت الحفيدة حزنا شديدا وكانت كل يوم تتكلم عنها وتعبر عن مشاعرها في فقد جدتها ، وفي يوم من الأيام زارهم رجل مسلم متزوج من قريبتهم ولما رأى حزنها الشديد علي وفاة جدتها قال لها : كيف تحزنين علي وفاة جدتك وهي الآن تحترق وتشوى بنار جهنم ، فصدمت الفتاة من إجابته حتى كرهت الإسلام كرها شديدا بسبب أسلوبه العنيف معها بعدما كانت تحب الإسلام وتقرأ عنه
فالكلمة الطيبة صدقة وكسب القلوب أهم من كسب المواقف ومن الحكمة أن نتحدث بالكلمة الصحيحة بالوقت الصح ، ولهذا لما سأل رجل يهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن والده الميت فقال له رسول الله بأنه في النار فتغير وجه اليهودي، فقال له رسول الله مخففا عنه أبي وأبيك في النار
فالأسلوب أهم وسيلة لكسب القلوب ، ومركز مونستر بالمانيا يحدثني إمامه وهو الشيخ طلال هادي بأنه عمل (مشروع الجوار) في رمضان الماضي ، وكان يوزع الشوربة والسلطة علي البيوت القريبة من المنزل ، ويقول أن الألمان يحبون الأشياء المجانية ، ولكن هذا المشروع عمل حركة إجتماعية في المنطقة وصار الألمان يسألون المركز الإسلامي لماذا تهتمون بالجوار والجار، وكان هذا المشروع الإجتماعي مدخل جميل لتعريفهم بالإسلام ودخول الكثير منهم بالإسلام
ومن طرائف ما سمعت من قصص في الدخول بالإسلام أن فتاة تبلغ من العمر 17 سنة، وحضرت للمركز الإسلامي للتعرف علي الإسلام فلما شرحوا لها إمام المركز قالت أنا قلقة جدا وخائفة من الإمتحانات النهائية في المدرسة ، وأكثر من مرة أدعوا ربي ولكن لم أوفق ، وأريد أن أدعوا ربكم هذه المرة فإذا كانت النتيجة مثل ما تمنيت سوف أدخل بالإسلام ، فشرح لها الإمام أن الله لا يختبره أحد بل هو يختبر الناس، ولكنها صممت علي طلبها وذهبت ، ثم حضرت بعد انتهاء الإمتحانات وقالت أريد أن أدخل بالإسلام، لأن رب المسلمين لما دعوته أستجاب دعائي وحققت النجاح الذي أريد حسب ما تمنيت، فابتسم إمام المركز وصارت من خيرة الفتيات بعد ذلك
فالأوربيون يعيشون فراغا عاطفيا كبيرا ويبحثون عن البدائل لإشباع حاجاتهم العاطفية ولهذا كثير ممن دخل بالإسلام بسبب الجو الإيماني والراحة النفسية التي يجدها في القرآن والصلاة والذكر والخلوة ، وبعض من يدخل بالإسلام يدخل من بوابة العمل الخيري والإغاثي ، فعندما يرون الجمعيات الخيرية تجمع التبرعات للإغاثات واللاجئين فإن هذا العمل الإنساني يلفت نظرهم ويكون سببا في دخولهم للإسلام