قالت : أكرهه وأخاف أن أهدم بيتي
قالت : أنا متزوجة من عشر سنوات وعندي ثلاثة أطفال ولكني أكره زوجي وحاولت أن أعالج نفسي لكي أحبه ولكني لم أنجح وأخاف أن أطلب الإنفصال فاهدم بيتي ، فأنا محتارة بين الإستمرار مع زوج أكرهه أو طلب الإنفصال وأشتت أولادي فماذا أفعل ؟
قلت لها : إن المعادلة التي تتحدثين عنها ليست سهلة ولكن منذ متى وأنت تكرهين زوجك ؟ قالت : من السنة الثالثة للزواج اكتشفت أني لا أميل إليه ، قلت : وهل صارحتيه بما في نفسك ؟ قالت : لا ، قلت : لماذا ؟ قالت : خفت أن يتركني ، قلت : إذا أنت تحبينه ؟ قالت : لا ، قلت : كيف لا تحبينه وأنت متعلقه به وتخافي أن يتركك ، قالت : من أجل أبنائي ، قلت : ولكنك أنجبت منه أكثر من طفل فكيف تكرهين زوجك وتقبلين أن تنجبين منه ؟ فسكتت .. ثم قالت : لا أعرف ، قلت لها : أنا بدأت أشك بتشخيصك للمشكلة ، ممكن تذكري لي بعض حسنات زوجك ؟ قالت : أنه كريم ويحب الأطفال وهادي وبار بوالديه ولكنه لم يدخل قلبي ولا أشعر تجاهه بالحب
قلت : ولكن صفاته جميلة فماذا عن علاقته بربه ؟ قالت : هو مصلى ومحافظ وتدينه خفيف ، قلت : وهذه ايجابية أخرى ، قالت : لا أعرف لماذا أكرهه ؟ قلت : هناك علامات يستطيع الواحد منا أن يختبر نفسه إن كان يكره الطرف الآخر أم لا ، قالت : وما هي ؟ قلت : من يكره فإنه يفرح لفشل وعدم نجاح من يكرهه ، ولا يبتسم ولا ينظر في وجه ، ويتصرف معه بطريقه تسبب له الحزن والألم ويستلذ في قهره، كما أنه ينتقد من يكرهه دائما ولا يمدحه ولا يرى إيجابياته ولو عمل خطأ صغيرا يكبره ، ولو وقع من يكرهه بمصيبة فإنه لا يساعده ويستهزئ كثيرا به ويغتابه ،
ثم قلت لها : وأنا عندما تحاورت معك لم أجدك تعملين هذه الأعمال ولهذا أنا لا أظن أنك تكرهين زوجك ولكني أعتقد أنك لا تحبينه ، قالت : وما الفرق بين عدم الحب والكراهية ؟ قلت : الفرق كبير ، فأنت عندما تقولين أنا أكره زوجي يعني من الصعب العيش معه ، بينما لو كنت لا تحبينه فإنه يمكنك العيش معه ، فالعلاقة الزوجية تكون بثلاث مستويات : الأولي الحب والثانية الكراهية والثالثة اللاحب وهي بين الحب والكراهية وأنت بهذا المستوى، قالت : أول مرة أسمع عن هذا الوصف ، قلت : فإن حل مشكلتك إما أن تطلبي منه يعمل لك أشياء تحبينها فوقتها ستنتقلين من مستوي اللاحب إلي الحب ، أو أنك تصارحينه حتي يساعدك في حل مشكلتك
قالت : طيب وما هي علامة الحب بين الزوجين ؟ قلت : أن يتحدث الزوجان عن المستقبل ويسعيا لحل مشاكلهما وأن ينظرا ويسمعا لبعضهما، وأن يضحيا ويعبرا عن حبهما بالقول والفعل ، قالت : وأنا عندي بعض هذه الصفات ، قلت : إذا أنت تشخيصك لمشكلتك كان خاطأ فأعيدي النظر في زواجك ولا تقولين أني أكره زوجي ، قالت : لقد صدمتنى بكلامك ويبدوا أني كنت أعيش بوهم طوال هذه السنوات