قالت لكم الحور عين.. ونحن ماذا لنا ؟
قالت : أنتم لكم الحور العين بالجنة ونحن ماذا لنا ؟ قلت لها : لا فرق بين الرجال والنساء في الزواج بالجنة ، لأن الزواج من الأمور التي تشتهيها الأنفس وقال تعالى (وفيها ما تشتهيها الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون) ، فلا فرق بين الرجل والمرأة في متعة الزواج في الجنة ، قالت : ولكن القرآن الكريم وصف الحور العين وصفا دقيقا ، ولم يذكر بهذا التفصيل مواصفات الرجل الذي ترغب المرأة أن تتزوجه بالجنة ؟ قلت : كلامك صحيح لأن القرآن يخاطب كل نفس بما تهوى وتحب ، فالرجال بشكل عام يهمهم تفاصيل شكل المرأة لأنهم في الغالب بصريين، أما النساء فيهتمون أكثر بأخلاق الرجل وحسن معاملته ، كما أن الرجال بشكل عام يفكرون بالنساء حتى ولو كبروا بالسن، أما المرأة فلو كبرت بالسن فاهتماماتها مختلفة عن الرجل، وكذلك فإن الرجال إذا جلسوا يتحدثون ففي الغالب يسعدهم الحديث حول المرأة والزواج ولهذا القرآن خاطبهم بما يحبون، بينما المرأة تخفي احتياجها للرجل بدافع الحياء فاحترم القرآن هذه الخصوصية لها ،
ولو دققنا في بيوت البغاء في العالم أو لمواقع النت لوجدنا أن أكثرها يعرض النساء علي الرجال ونادرا ما نجد موقعا علي النت يعرض الرجال علي النساء ، فهذه فطرة الحياة بأن المرأة مطلوبة وملاحقة أكثر من الرجل ، ولهذا القرآن يتناسق مع الفطرة البشرية في خطابه للرجل والمرأة ، ولا يلغي القرآن رغبة المرأة بالزواج ولكنه يعامل كل جنس بما يحب
قالت : ما كنت أتخيل أن القرآن يراعي كل هذه التفاصيل النفسية في تكوين المرأة والرجل ، قلت : ومع هذا كله لا بد أن تؤمنين بأن الله تعالى عادل ولا يظلم الناس شيئا، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (ما في الجنة أعزب) ، قالت مقاطعة : أول مرة أسمع هذا الحديث ، قلت : أطمئني ستتزوجين من تحبين بالجنة وستكوني أنت أجمل من الحور العين وتدخلين الجنة في أجمل عمر وأحسن شباب ، فهناك عدة حالات للمرأة والحالة الأولي لو توفيت المرأة قبل أن تتزوج أو ماتت مطلقة أو دخلت الجنة ولم يدخل زوجها الجنة فيزوجها الله بالجنة برجل من أهل الدنيا دخل الجنة، والحالة الثانية إذا لم تتزوج المرأة بالدنيا فإن الله يزوجها في الجنة لأن الله يقول (أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون) ، والحالة الثالثة لو المرأة مات عنها زوجها ولم تتزوج بعده يكون هو زوجها بالجنة ، والحالة الأخيرة لو تزوجت من غيره فإنها إما أن تختار أحدهم أو تتزوج غيرهم أو تكون مع أفضلهم خلقا ، وفي جميع الحالات سيكون لها زوجا في الجنة ،
فنعيم الجنة عظيم وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشر) قالت : الآن أنا مطمئنة وأقتنعت بما ذكرت لي بأن الله عادل وأنه فرق بالخطاب بين الرجل والمرأة علي حسب الإحتياج والنفسية ، وأتذكر جدي رحمه الله بلغ من العمر 90 عاما ومع هذا كان يتكلم في النساء كثيرا بينما جدتي لم تكن كذلك فكلامك صحيح ، قلت : الحمد لله المهم أن تحسني الظن بالله وأن الله عادل ويلبي لك كل احتياجاتك بالجنة