50 مهارة علمها ابنك في سن “التعش”
من غرائب ما رأيت أن بعض الأبناء والبنات في سن “التعش” وهو سن المراهقة بين (11 و 19) ما زالوا يعيشون معتمدين علي أمهاتهم وآبائهم حتى في أبسط الأشياء الحياتية ، وهذه التربية تدمر شخصيتهم وذواتهم حتى ولو كان الحب هو الدافع لهذه التربية، فالأمهات يستمرون في التعامل مع أبنائهم في سن ” التعش” وكأنهم أطفال ، وأكثر الشباب والفتيات الذين أتحاور معهم يقولون لي بأن أمي مازالت تتعامل معي وكأن عمرى ست سنوات ، والصواب أن الطفل كلما كبر كلما تعلم مهارات جديدة في حياته حتى يعتمد علي نفسه ولا يكون عالة علي أمه وأبيه وفي المستقبل يكون عالة في حياته الزوجية، وينتظر كل واحد منهم من يخدمه ويدير له حياته، ولهذا جمعت لكم بعض المهارات التي ينبغي لمن يكون في سن “التعش” تعلمها، مثل مهارة اللباس والطبخ والتعامل مع الجسد والمهارات الإجتماعية والمالية والتنظيم والترتيب والسفر
ونبدأ بمهارات اللباس فيتعلم المراهق تناسق الألوان وكيف يختار مقاسات اللباس والأحذية، وكيف ومتى يشترى ما يناسبه، وكيف يرتب حقيبة الرحلات أو الرياضة أو السفر، وما هي الملابس اللائقة حسب المناسبات الفرح والعزاء والرياضة والسفر واللقاءات الرسمية والذهاب للمسجد ويتعلم كيف يكوى ملابسه ويطويها ويرتبها وينظمها
أما مهارة الطبخ فيتعلم كيف يشترى أغراض الطبخ ويعرف تقسيم السوق للمنظفات والمثلجات والخضروات والأدوات الكهربائية ويستطيع أن يطبخ ويتعامل مع أجهزة المطبخ مثل المايكرويف وماكينة القهوة وأجهزة تسخين الخبز، ويعرف كيف يحسب السعرات الحرارية وما الفرق بين الطعام الصحي والغير صحي وعنده القدرة علي إعداد طبخة صحية
أما التعامل مع الجسد وهذه مهمة جدا لهذه المرحلة لأنهم يمرون بفترة البلوغ وتغير رائحة الجسد وإفراز السوائل منه، فيتعلم الشاب كيف يغتسل من الجنابة والفتاة تتعلم كيف تتطهر من الدورة الشهرية ، وكيفية تنظيف الجسد بإزالة شعر الإبط والعانة وفي حالة الجرح كيف يداوي جرحه ويتعامل مع الإسعافات البسيطة ويعرف كيف يتصل بالطبيب ومتى يحتاج وكيف يستخدم التأمين الصحي أو حالات الطوارئ
أما اجتماعيا فيتعلم ما هي الكلمات والتصرفات التي يقولها ويعملها وقت العرس أو العزاء أو الولادة أو في الأعياد أو أثناء الترحيب بالضيف والإستماع له وعدم مقاطعته وكيف يتصرف في حالة اختلاف وجهات النظر أثناء الحوار، وأن عيونه تكون علي الضيف فيتحسس احتياجاته من الطعام والشراب أو حتى احضار الشاحن لهاتفه
أما دينيا فيتعلم كيف يتوضأ ويصلى بطريقة صحيحة ويستخدم كلمات مرتبطة بالله تعالى مثل (إن شاء الله ) و (علي بركة الله) ويحافظ علي أذكار الصباح والمساء والفروض بوقتها والسنن إذا استطاع قدر الإمكان وخاصة صلاة الوتر قبل النوم
أما في حالة السفر فيحسن التعامل مع وسائل المواصلات والحجز عبر النت ومقارنة أسعار التذاكر والفنادق ويعرف الإتجاهات شمال وجنوب وشرق وغرب ويحسب المسافات في الطرق
فهذه بعض المهارات التي من واجب الوالدين تعليمها الأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة وهو سن “التعش” فالقاعدة هي أن يعتمد الإبن اعتمادا كليا علي نفسه، ودورنا نحن أن نعلمه كيف يقف علي رجليه حتى في إصلاح قفل الباب أو عجلة السيارة وتغير الزيت أو ترتيب وتنظيف الفواتير عند الشراء وحفظ الكفالة والتأمين للأجهزة ، فقد تكون هذه الأشياء بسيطة ولكنها تكون سببا في تقوية شخصيته وتحمله للمسؤولية وإعتماده علي نفسه وهذا هو هدف التربية