قال : أريد أن أعترف لك بأني غير سعيد في زواجي ولكني مستمر فيه لأجل أولادي، فزوجتي تصلح أن تكون أما لا زوجة فكل اهتمامها وعطائها لأولادها وهى متميزة في تربيتهم أما أنا فوجودي ثانوي في حياتها، فدار الحديث بيني وبينه في كيفية علاج المشكلة التي يعيشها ، وبعد هذا الموقف بيومين دخلت علي امرأة وقالت لي أنا غير سعيدة في زواجي ولكني مستمرة فيه علي الرغم من تقصير زوجي الكبير في حقي وأنا امرأة عاطفية وزوجي لا يبادلني العواطف ولكني صابرة من أجل أبنائي.
ففي القصتين تشابه في أسباب الإستمرار الزواج وهو الأبناء ، ونحن نتسائل في هذا المقال ما الذي يجعل الزواج المتعثر يستمر علي الرغم من الآلام والمعاناة الكثيرة فيه؟ ومن خلال رصد الحالات التي عشتها وتعاني مثل هذه المعاناة فقد جمعت (10) أسباب تساعد في استمرار الزواج علي الرغم من عدم ارتياح الزوجين في زواجهما.
فالسبب الأول أن الزواج يحافظ علي سمعة الإنسان في المجتمع ويعطيه الوجاهة كما أن الطلاق أبغض الحلال وكذلك مرفوض اجتماعيا وهذه المعاني تأثر علي بعض الحالات فيستمر الزواج، والثاني وجود الحب علي الرغم من التقصير في الزواج فقد ذكرت لي امرأة بأن زوجها مقصر في حقها كثيرا ولكنها تحبه وهذا ما يجعلها مستمرة معه ، والثالث أن هذا الزواج يعتبر الزواج الثاني أو الثالث من بعد الدخول في تجربة الزواج الأول والإنفصال، فلا يرغب أحد الزوجين أن يكررا الإنفصال مرة أخرى فيستمر بزواجه حتى ولو لم يكن ناجحا ، والرابع العيش في ذكريات الماضي ففي بعض الحالات تستمر بالزواج المؤلم لأنها تعيش علي الذكريات الجميلة الماضية في أول سنوات الزواج ، والخامس الخوف من الوحدة بعد الإنفصال فبعض المتزوجين يفضلون الحياة المشتركة وإن كانت مؤلمة وغير سعيدة علي الوحدة ولو كان معها الحرية ،
وأكثر الأسباب في استمرار الزواج وهو السبب السادس وهو أن يكون لديهم الأمل في تغير الطرف الآخر في المستقبل، أما السبب السابع فبعض الزوجات لا تملك سكنا خاصا أو أن أهلها وأقربائها ليسوا معها في نفس البلد أو لا يوجد عندها دخل تعيش منه لوحدها أو تصبر من أجل طيبة أهل زوجها وحبهم لها، فتفضل الإستمرار بدل التشتت بعد الإنفصال ، والثامن أنهما تعودا علي مشاكل بعضهما البعض وتأقلما علي حياتهما فصارت المشكلة أو الشعور بالتقصير جزء أساسي من الحياة الزوجية فمات الإحساس بالتغيير ، والتاسع وهو ما ذكرناه في بداية المقال وجود الأولاد بينهما وهما الرابط الذي يجمعها ويجعلهما يستمرا مع بعض، والعاشر الأجر والثواب دافع في الإستمرار فالزواج له عدة أهداف منها العفة وعدم الوقوع بالحرام ومنها التعاون علي إدارة الحياة ومنها الثواب والأجر، فكل عمل يقوم به الزوجان للأسرة من تربية وكدح وسعي فيه أجر وثواب.
فهذه (10) أسباب لإستمرار الزواج المتعثر، وخاصة بعد مضى مدة زمنية معينة فيكون الإنفصال صعبا لأن الزوجين كأنهما استثمرا في بعضهما البعض ولا يرغبان بهدم هذا الإستثمار من الوقت والمال والعواطف والتربية والعلاقات، وأقول في الختام بأني عشت قصصا زوجية كثيرة كان الزواج متعثرا في بدايته ولكنه استمر وصار مثلا للسعادة الزوجية، فلا نحكم علي استمرار الزواج وسعادته من مشكلة أو مشكلتين زوجية فالصبر وبذل السبب والدعاء كفيل بأن يعالج المشاكل الزوجية
@drjasem
د جاسم المطوع
الخبير الإجتماعي والتربوي