(15) فكرة في علاقة أبنائنا بالأجهزة
كان القلق عند الوالدين سابقا في عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفاز، واليوم صار قلق الوالدين في تعلق أبنائهم بالشاشة بكل أنواعها من هاتف وكمبيوتر وتلفزيون وساعة وغيرها من الأجهزة، والمعدل الذي تنصح فيه الدارسات والأبحاث لأي طفل عمره أقل من سنتين يفترض أن يمنع من التعامل مع الأجهزة والنظر إلي الشاشات منعا باتا، لأن دماغه يتطور سريعا في سنواته الأولى، وأن تعلمه يكون أسرع من التواصل والتعامل مع الناس أكثر من تواصله وتعامله مع الشاشات ، أما العمر من سنتين إلي ست سنوات فلا مانع أن ينظر للشاشة ساعة واحدة باليوم كحد أقصى ، والعمر من ستة سنوات إلي إثنى عشر سنة لا يزيد عن ساعتين باليوم كحد أقصى ، أما الطفل أكبر من أثنى عشر سنة لا مانع باستخدام ثلاث ساعات باليوم علي الشاشة، وكلما استطاع الوالدين أن يقللا من معدل هذه الساعات يكون أفضل
أما لو أكتشفت أن ابنك مرتبط ارتباطا كبيرا بالشاشة فلابد من التدخل ووضع قوانين وأنظمة حتى لا يصل لمرحلة الإدمان، مثل تحديد وقت باليوم يلتزم به في التعامل مع الجهاز، وإذا طلب زيادة فلا مانع بشرط الخصم من المعدل الإسبوعي له ، أو نطلب منه القيام بتمارين حركية أو أنشطة عملية أو الصلاة قبل الموافقة علي الزيادة، وإذا وصل لمرحلة الإدمان فلابد من إيقافه وحرمانه وفي هذه الحالة ستنتابه موجة غضب شديد، وربما يهدد بعدم الذهاب للمدرسة أو غيرها من التهديدات ولكننا نصر علي قرارنا بمنعه ونتحاور معه بسلبيات الإدمان حتى نصل معه للمعدل الطبيعي باستخدام الشاشة، مع إدخال برامج بديلة مثل الإشتراك بالنادي أو تقوية جانب الصداقة عنده أو عمل أنشطة اجتماعية وهكذا
وهناك أمر آخر مهم لابد أن تراقبه أثناء استخدام أبنائك للشاشة وهو الجانب الصحي، مثل انحناء الرقبة والنظر المتواصل وأن لا ينظر للشاشة قبل النوم أو يستخدم الشاشة وقت الطعام ففي كثير من الدراسات والأبحاث تفيد أن هذا السلوك غير صحي ومضر، وكذلك الإهتمام بالجانب الإجتماعي والنفسي للطفل مهم جدا، فقد يكون استخدام الطفل للجهاز بدافع ضعف شخصيته أو ضعف ثقته بنفسه أو هروبا من المشاكل أو التواصل مع الآخرين، فلننتبه من الجانب النفسي والإجتماعي لأن استمرار الطفل بالشاشة قد يزيد من مشاكله النفسية والإجتماعية إن وجدت، ويمكنك من خلال مراقبته أن تتعرف علي السلبيات الصحية أو الإجتماعية أو النفسية أثناء تعامله مع الجهاز، ويمكنك فحص والتعرف علي المحتوى الذي يتعامل معه فربما تكون لعبة فيها نوع من أنواع القمار أو مواقع وصور إباحية وفي هذا الحالة يكون دور الوالدين التوجيه والإرشاد للطفل
ومن الحلول الذكية للتقليل من الإرتباط بالشاشة إيقاف الإشعارات التي تصل للمشترك في الألعاب والبرامج، ونقل التطبيقات عن الشاشة الرئيسية ووضعها في الشاشات الخلفية، وتحديد موعد باليوم للدخول علي الشبكات الإجتماعية، وتخصيص نصف يوم أو يوم كامل من غير تكنولوجيا ، كل هذه الوسائل تجعل الطفل يتعامل مع الأجهزة بطريقة صحيحة ولعل أهم مسألة هي أن يكون الوالدين قدوة لأبنائهما في استخدام الشاشة فيكونا نموذج للتوازن والإعتدال،
فهذه (15) فكرة وقائية تساعد الوالدين على ضبط علاقة الأبناء بالشاشة ، أما لو كان قارئ المقال فقد السيطرة علي أبنائه ويريد بعد قراءته للمقال أن يطبق أفكاره فإننا ننصحه بأن يجلس معهم أولا ويشرح لهم المشكلة ثم يبدأ معهم بالتعامل التدريجي لوصول أبنائه إلي مرحلة الإعتدال