خريطة الطريق بعد الطلاق !!
دخل علي الزوج مع زوجته وقالا بأننا اتفقنا علي الإنفصال وقد جئنا إليك لنرسم خريطة حياتنا بعد الطلاق، وقال لدينا من الأبناء أربعة أصغرهم عشر سنوات وأكبرهم عشرين سنة، قلت : إن خريطة الحياة بعد الطلاق ينبغي أن تراعى جوانب كثيرة، فاستخرج الزوج ورقة ليكتب والزوجة فتحت هاتفها لتسجل الملاحظات
فقلت إن للطلاق والفراق ألم فلا بد أن تعطون لأنفسكم وقتا لتجاوز هذا الألم الذي يكون مصدره المشاعر المضطربة والمخاوف من المستقبل والتفكير في نفسية الأبناء بعد الطلاق وهذا شعور طبيعي لابد أن تتعاملوا معه بحكمة ومهارة، وبعد هذه المرحلة عليكم باكتشاف انفسكم من جديد لأن نمط حياتكم سيتغير فلا بد أن تهتموا بصحتكم وتمارسوا الرياضة أو تكملوا تعليمكم أو تشاركوا ببرامج خدمة المجتمع وتجددوا علاقتكم مع أصدقائكم أو أن تبحثوا عن أصدقاء جدد يدعمونكم بقراركم هذا، ولتكن علاقتكما بالله قوية فالله خير معين وهادي للإنسان وقت المحن والأزمات، فكثرة الصلاة والدعاء والذكر يساعدكما علي تجاوز الهموم والغموم في هذه المرحلة
وفي الغالب بعد الطلاق الحياة ستختلف والمسؤوليات ستزداد لأن كل واحد منكم صار لوحده فلا بد أن تتعلم كيف تخطط لحياتك وتنظم وقتك وتحدد أولوياتك، وكلما كان بينكما تفاهم وتوزيع للمسؤوليات كلما شعرتما بالراحة أكثر، كما أن الضغوط تزداد عليكما من الناس كذلك، فالناس تحب أن تعرف كل شيء وتتدخل في تفاصيل حياة الآخرين فلابد أن تتفقا علي جواب واحد تجيبون عليه الناس عندما يسألونكما عن أسباب الطلاق، وأن يكون التفاهم بينكما علي الأبناء كالحضانة والسكن وتعليم الأبناء ومصاريف السائق والخادمة والسفر بالصيف والإشتراك بالأندية والبرامج وأوقات الرؤية ووضع جدول لزيارة الأبناء بينكما
لأن الطلاق يكون له أثر سلبي علي الأبناء ولهذا لابد من القيام ببعض الإجراءات لعلاج هذه الآثار التربوية مثل إعطاء الأطفال الكثير من الحنان، ومراقبة تصرفاتهم وسلوكهم بعد الطلاق، وحسن الإستماع لهم والرد علي تساؤلاتهم بخصوص قرار الطلاق، واستشارة الطبيب النفسي أو المستشار التربوية إن لز م الأمر، وإذا توترت العلاقة بين الوالدين فلابد أن تكون العلاقة بينكما من خلال وسيط من أجل استقرار الأبناء وعدم تضررهم بالطلاق، وأفضل قرار تتخذونه بعد الطلاق أن تبتعدوا عن القضاء والمحاكم قدر الإمكان وحاولوا علاج مشاكلكم بالطرق الودية حفاظا على نفسيتكما ونفسية أبنائكم، وأن تقوما بعلاقة صداقة مع أبنائكما فتلعبوا معهم وتخرجون للنزهات والمطاعم والإلتزام وتشجيع زيارة الأعمام والأخوال والأجداد، والسماح بمبيت الإبن مع الطرف الآخر حتى وإن كان قد تزوج وأسس حياة جديدة
فهذه أهم معالم خريطة الطريق بعد الطلاق لتستمرا بحياتكما بسعادة، فسكت وتحدث الزوج قائلا : ونحن فكرنا في أكثر هذه النقاط ولكن لم نفكر في التنسيق علي الأبناء وقت الإجازات والصيف وكذلك كيف تكون العلاقة في حالة لو تزوج أحدنا وبدأ حياة جديدة ، وقالت الزوجة وهل نفاتح أبنائنا بالطلاق ؟ قلت : طالما أنكم درستم كل الإحتمالات لإنقاذ زواجكم، وكان خيار الطلاق هو أفضل حل فجوابي هو نعم لابد أن تخبروهم بهذا القرار، وانتهى اللقاء بعد كتابة خريطة الطريق بعد الطلاق