(8) أساليب لتوقيف الإبن عن التدخين ؟
أكثر الشباب والفتيات وخاصة في مرحلة الثانوية خاضوا تجربة التدخين ولو لمرة واحدة على الأقل بحياتهم، إلا إن بعضهم يستمر في التدخين بعد هذه التجربة وبعضهم يتوقف، ولعل التحدي الكبير الذي يواجه الوالدين والمربين هو كيفية مواجهة هذه المشكلة لو اكتشفوا أن ابنهم أو ابنتهم من المدخنين، وأول أسلوب لعلاج هذه المشكلة هو الحوار بدل، لأن الحوار يساعدنا علي فهم المشكلة وحسن إدارتها ويقوي علاقتنا بأبنائنا فيقبلون مساعدتنا في علاج المشكلة أما العقاب السريع والشديد فإنه قد يعزز السلوك السلبي والعناد عند المراهق لأنه يمر بمرحلة عمرية يرى نفسه أنه تجاوز مرحلة الطفولة، وأنه صار يتحمل مسؤولية قراراته، وأنه حر في تصرفاته، وأن سلطة الوالدين صارت ضعيفة عليه، وأن لديه من الحيلة والمكر ما يستطيع خداع والديه، فلهذا تبني سياسة الحوار بدل العقاب كأول خطوة لتفهم سبب دخوله عالم التدخين، ونعرف من الذي شجعه على التدخين، وأخذ المعلومات الأولوية مثل متى يدخن، ومع من يدخن، وأين يدخن، وهل يدخن تقليدا أم تسلية أم أصبح مدمنا، فهذه المعلومات تفيد في علاج المشكلة مستقبلا
والأسلوب الثاني هو وضع قوانين للأسرة بمنع دخول الدخان للبيت حتى ولو كان الأب مدخنا فعليه أن يلتزم بهذا القانون علي الأقل أمام ابنه أو ابنته المدخنين، وأفضل من هذا كله أن يتخذ الأب المدخن أو تتخذ الأم المدخنه قرار الإيقاف عند التدخين، والإسلوب الثالث هو جمع أكبر كمية من المعلومات عن تدخين الإبن وخاصة دوافع التدخين لأنه قد يكون مرة بمعاناة نفسية أو لديه حب التمرد أو أنه يضعف أمام أصدقائه أو ربما يكون الدافع الهروب من الواقع الذي يعيشه أو يعتقد أن هذا السلوك يعنى الحرية والتحرر أو قد يكون تدخينه رسالة لرفضه لأسرتهم، والإسلوب الرابع هو الإستعانة بالمختصين أو جمعيات مكافحة التدخين أو التعاون مع ادارة المدرسة لو كان التدخين في المدرسة أو استشارة الأخصائيين النفسانيين لو كان الدافع سبب نفسي أو استشارة التربويين لطلب مساعدتهم، والإسلوب الخامس علاج الدوافع بعد معرفتها فلو كان الإبن يمر بضغط نفسي نساعده لنخفف عنه الضغوط، ولو كان الدافع الفراغ فنشغله بشيء مفيد، والمهم هو التقليل من المشاكل التي يمر بها،
والإسلوب السادس عرض مخاطر التدخين من خلال الصور والأفلام الموجودة باليوتيوب أو بالنت، والأهم من ذلك هو عرض تجارب وقصص نجاح لشباب وفتيات تركوا التدخين، وأذكر أني استخدمت هذا الإسلوب مع شاب مدخن وعرضت عليه تجربتي مع شاب كان يدخن أربعين سيجارة باليوم وقد عملت له جدول كيف يتخلص من التدخين خلال ثمانية أشهر والتزم بالخطة وفعلا ترك التدخين بعد ثمانية أشهر، فمثل هذه القصص تحفز المراهق بترك التدخين أو نستخدم أسلوب حواري آخر كأن نجمع له المبالغ التي سيصرفها خلال سنوات ولو استثمرها بالصرف علي ما يحبه من العاب أو الملابس يكون أفضل له، والإسلوب السابع تقوية شخصيته لو كان أصدقاؤه يضغطون عليه ونعلمه كيف يرفض طلبهم لو قدموا لو سيجارة أو يقول (لا، شكرا فأنا لا أدخن ) ويقولها بكل فخر ويواجه الضغوط بقوة، والإسلوب الثامن أن نكون منطقيين عندما نحاورهم لأننا لو قلنا لهم من يدخن يموت مبكرا أو يصاب بالسرطان فإنه يرد علينا بأمثلة من الواقع لمن يدخن ولم يصاب بالسرطان أو أنه لم يمت مبكرا، فعلينا أن نكون حكماء عند الحوار معهم،
وفي الختام نقول أنه لو قرر ابنك التوقف عن التدخين فإن أول خطوة تقوم بها هي أن تضع له جدول زمنى وتدعمه وتساعده وتتابعه وتعطه البدائل، مثل العلكة أو اللاصق أو بخاخات الإنف ولعب الرياضة والتخلص مع العادات اليومية المشجعة للتدخين مثل شرب القهوة مع الدخان وغيرها من الوسائل المساعدة مع الدعاء لله بأن الله يخلصه من هذه الآفة