خريطة حل المشاكل الأسرية
في كثير من الأحيان نريد أن نعالج مشكلة زوجية أو أسرية فنزيد المشكلة تعقيدا لأننا لم نحسن إدارة المشكلة بالطريقة الصحيحة، ولهذا أحببت أن أكتب هذا المقال الذي يوضح لنا خريطة الطريق لعلاج المشاكل الأسرية، وقد جمعت بهذه الخريطة عشر نقاط مهمة لعلاج أي مشكلة تواجه الأسرة وهي :
أولا : العصبية والإندفاع السريع لا يساعد علي حل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، ولهذا عند حدوث المشكلة لابد من التوقف قليلا وأخذ النفس حتى لا تكون النتيجة عكسية، ثانيا : قبل التحدث والهجوم علي الطرف الآخر لابد أولا من فهم حقيقة التصرف والدافع من السلوك الذي قام به، فقد يكون معذورا أو لو وضعت نفسك مكانه فلربما تصرفت مثله، ثالثا : ليكن استماعك للطرف الآخر عندما يبرر تصرفاته بهدف الفهم وليس بهدف الرد عليه، ففي بعض المشاكل العائلية لا نعطي فرصة للطرف الآخر بالتعبير أو أننا نتبنى أحكام مسبقه قبل أن يتحدث ويوضح موقفه، وكل هذا الحالات تزيد المشكلة تعقيدا ولا تساهم في حلها، رابعا : تغليب حسن الظن علي سوء الظن للطرف الآخر، وخاصة إن كنت تعرف بأنه صادق ويحبك وليس مخادع، فالأصل أنه حسن النية ومخلص لك ولابد أن تعامله علي هذا الأساس حتى لا تكون المشكلة التي تعالجها سببا في جلب مشاكل أخرى،
خامسا : أحرص أن تستخدم عبارات القرب لا البعد، وعبارات المحبة لا التحدي، وعبارات الطيبة لا الجارحة أثناء حوارك لحل المشكلة، وأحرص على أستخدام كلمة (أنا أشعر) بدلا من كلمة (أنت) لتجنب اللوم والشعور بالإتهام، فعندما تقول أنا أشعر أن المسؤولية هذه أكبر من طاقتى أفضل من عبارة أنا لا أريد أن أقوم بهذه المسؤولية وهكذا، سادسا : تجنب أن تحضر خلافات سابقة ومشاكل قديمة أو عمل مقارنات مع عائلات أخرى، فهذه من الأساليب التي تعقد المشكلة أكثر وتزيد حجمها، سابعا : أحرص عندما تتحاور مع من تختلف معه أن لا يكون همك تحقيق قانون (أنا صح وأنت خطأ)، وليكن هدفك وهمك هو تفهم الطرف الآخر والإتفاق علي كيفية عدم تكرار المشكلة التي حدثت بينكما، ثامنا : أتخذ قرار بالإستراحة القليلة من الحوار في حالة عدم الوصول لنتيجة أثناء حل المشكلة أو عندما يكون كل واحد منكم مصمم علي رأيه، ففي كثير من الأحيان تكون الإستراحة سببا في هدوء النفس والتفكير بشكل أفضل، تاسعا : أستعن بالصبر والصلاة في حل المشاكل الأسرية فهي الإستراحة الإيمانية للنفس والقلب والعقل وتساعدك في سرعة حل المشاكل، العاشر: أستعن بمستشار متخصص أو خبير زواج لو كانت مشكلتك زوجية أو خبير تربوي لو كانت مشكلتك تربوية أو خبير نفسي أو سلوكي لو كانت مشكلتك شخصية
فالصراع الزوجي أو التربوي أمر حسن وفيه فوائد كبيرة من أبرزها أنه ينمي العلاقة بين الطرفين ويقويها أكثر ويزيد من درجة التعارف بين الطرفين، فليس كل صراع أو مشكلة سلبية فقد يكون الخير في الشر الذي يصيب الإنسان وهو لا يعلم، ولكن مع هذا كله لابد أن نحسن إدارة مشاكلنا حتى نستفيد منها ونمنعها من التكرار، فهذه هي خريطة حل المشاكل بنقاطها العشرة والتي توصلنا لحل المشكلة بأسلم الطرق وأسهلها وأفضلها وتكون نتائجها صحيحة، ويمكننا استخدام طرق أخرى لحل المشكلة ولكن قد يضيع الوقت كثيرا إلي أن نصل لحل المشكلة، مثل الذي يسافر من بلد إلي بلد ويصل لهدفه بعد عشر ساعات بينما في طرق كثيرة مختصرة لم يسير فيها لعدم علمه بوجودها، وهكذا المشاكل الأسرية فقد نعالج مشكلة في أسبوع بينما نستطيع علاجها بيوم، وقد نعالج مشكلة بسنة بينما نستطيع علاجها بأسبوع،
@drjasem