كيف نعيد الثقة بعد تحطمها ؟
قال : إذا تحطمت الثقة من شخص قريب أو حبيب فهل يمكننا إعادة الثقة من جديد لتعود علاقتنا مثل أول أو أحسن ؟ فلت الجواب على هذا السؤال يعتمد علي سبب تحطم الثقة، وعلي طبيعة ونفسية الطرفين، فلو كان الطرفين رجلين أو امرأتين أو رجل وامرأة فإن الجواب مختلف، لأن هناك اختلاف في الثقة بين الرجال والنساء، ففي الغالب أن الثقة عند الرجال أكثر منها عند النساء هذا ما يأكده الخبراء في علم النفس، وربما يكون ذلك بسبب ميل المرأة للمثالية وتجنب المخاطر أكثر من الرجل، فأغلب النساء يحبون المثالية في الإنجاز والعمل وحتى في العلاقات الإجتماعية أو الزوجية أو أثناء تربية الأبناء، بينما الرجال يهمهم في الغالب الإنجاز السريع وقليل منهم يحرص علي المثالية في العمل والعلاقات، ولهذا نلاحظ أن أغلب الرجال ايقاعهم سريع بينما أغلب النساء يأخذون راحتهم أكثر أثناء أداء المهام، ولهذا الوقت عندهم واسع في الغالب
وهذه المفاهيم تأثر علي مسألة الثقة وبنائها فى العلاقات والصداقات وخاصة بعد تحطمها، فالثقة قد تتحطم في الجانب المالي إذا تكرر غش أو خداع أو تحايل شخص علي الآخر، وتتحطم في الجانب الأخلاقي إذا ارتكب أحد الطرفين خطأ ولكنها تتحكم أكثر لو وعد أن لا يكرر الخطأ مرة أخرى ولكنه كرره ففي مثل هذه الحالة تنعدم الثقة تجاهه، وفي هذه المرحلة تكون أعادة الثقة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وحتى نعيد الثقة هناك عدة خطوات يمكننا عملها لإعادة الثقة أو للعيش مع الطرف الآخر بسلام، فأول هذه الخطوات السريعة لإعادة الثقة بعد تحطمها أن يبادر المخطئ بالإعتذار ويظهر الندم والتوبة بما فعل، ويعطي الوعود علي عدم عودة ارتكابه للخطأ سواء كان الخطأ في الجانب المالي أو العاطفي أو غيره، فإنه لو التزم بما وعد وكان صادقا يتم بناء الثقة وعودتها من جديد بعد انكسارها،
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لو ارتكب المخطئ الخطأ مرة أخرى ولدينا توقع بأنه سيرتكبه مرة ثالثة ورابعة فما الحل لهذه المشكلة؟ وهل يمكننا إعادة الثقة مرة أخرى من جديد؟ ففي هذه الحالة يمكن إعادة الثقة ولكنها ستأخذ وقتا طويلا لأننا نتعامل مع انسان ضعيف الشخصية أو متردد أو مزاجي أو ربما متلاعب، فلو كان هذا الشخص صديق فيمكننا وضع مسافة بيننا وبينه حتى نحفظ أنفسنا ومشاعرنا تجاهه ونعيش مرتاحين، أما لو كان قريب مثل زوج أو زوجة أو أخ أو أخت، ففي مثل هذه الحالات لا بد من الصبر عليه وإعطائه أكثر من فرصة لبناء الثقة وإعادتها لأن العلاقة قريبة ومن الصعب أن نتخلص منها أو نبتعد عنها لأن في الغالب يكون العيش في بيت واحد والحياة مشتركة،
ولكن هناك عدة وسائل للتخفيف من حجم المشكلة يمكننا استخدامها، مثل تغيير زاوية النظر للعلاقة، فمثلا لو كنت أعطى الطرف الآخر أهمية تصل إلي 100% فإني أقلل من هذه النسبة لأنه لم يحترم العلاقة ويقدرها، ولو كنت مضحي بأهداف مهمة خاصة بي من أجله فأبدأ أركز علي أهدافي سواء كانت صحية أو مهنية أو ثقافية وغيرها، وأقلل من التركيز علي الأهداف الأخرى وأعطي الأولوية لنفسي، وفي حالة لو كان من الصعب الإبتعاد عنه كأن يكون أخ أو زوج فنستخدم الوسيلة الثالثة وهي أني أتعايش معه بالتركيز علي ايجابياته وحسناته وأغض الطرف عن سلبياته وسيئاته، والحرص على عدم المقارنة بالماضى قدر الإمكان لأن المقارنة بالماضى تزيد من نسبة الإحباط بالعلاقة،
أما في حالة الزواج لو استمر الخطأ وتكرر ووصل الحب بين الزوجين لمرحلة الإحتضار وصار سلبيات استمرار الزواج أكثر من ايجابياته، ففي هذه الحالة يمكن للزوجين التخطيط للإنفصال لو أصر المخطئ علي الإستمرار بالخطأ وكان هذا الخطأ في الجانب العاطفي وارتكاب الزنا