هل أسكن ببيت أهل زوجتي ؟
قال : بعدما تزوجت عرض على والد زوجتي أن أسكن في بيتهم وقد خصص لإبنته شقة في الدور العلوي من مسكنه فهل أوافق علي هذا العرض أم لا ؟ علما بأنني أخطط لتأمين سكن خاص لنا ولدي القدرة علي توفير شقة صغيرة لأني في بداية حياتي العملية وراتبي ينتهى في آخر الشهر ولدي التزامات، أما أهل زوجتى فهم أغنياء فما رأيك ؟
قلت له : إن هذا الموضوع حساس ولابد أن تتعامل معه بحكمة فقد مرت علي تجارب كثيرة، منها أن زوج تزوج فتاة وحيدة وكان أهلها لا يريدونها تبتعد عن أعينهم فأعطوها سكنا وسيارة وكل ما تحتاجه حتى صار زوجها كأنه ضيف عندهم، ولم بتحمل مسؤولية الزواج ومصاريف الحياة فصار هو كذلك مدللا ومترفا، والمفاجأة حصلت بعد أربع سنوات أن هذا الزوج صار بسبب دلال أهل زوجته يمرح ويلعب بالدنيا وترك زوجته وبيته وصار يعيش حياة العزوبية من جديد، وكانت الزوجه تشتكي من حياتها بسبب استهتار زوجها وقد تفككت أسرتها وكان السبب في ذلك معاملة أهل الزوجة لإبنتهم وزوجها
قال : ولكني أنا شاب يعتمد عليه وأتحمل المسؤولية وفكرت أن أوافق علي عرض والدها وأسكن في بيت أهل زوجتى لمدة سنتين أو ثلاثة حتى أرتب وضعي وأنتهى من التزامات الزواج وأفر مسكن جيد لنا، قلت له : أنا عندي لك جوابين على هذه المسألة، الأول أنا أفضل أن تسكن في مسكن توفره أنت بمالك الخاص وهذا من واجبك تجاه زوجتك حتى تشعر زوجتك وأهلها بأنك قادر علي تحمل مسؤولية الزواج، أما الجواب الثاني فهو في حالة لو كانت ظروفك صعبة فلا مانع من الإستفادة من عرض والد زوجتك ولكن بشرط أن لا تزيد عن سنتين أو ثلاثة بشكل مؤقت إلي أن ترتب أمورك، قال : فإن ضغطوا علي ماذا أفعل ؟ قلت : الزواج يحتاج لذكاء اجتماعي حتى تحسن التعامل مع أهل زوجتك، فإذا ضغطوا عليك بالمسكن فغدا سيضغطون عليك بشيء آخر فانتبه وحاول أن تتعامل مع عطاياهم بحكمة، فإن كانت الهدية أو العطية ليس لها علاقة بواجباتك الزوجية فلا مانع من قبولها، ولكن إذا كانت في صميم واجباتك الزوجية فاحرص أن تعتذر بدبلوماسية وتعتمد علي نفسك
قال : ولكن زوجتى حالتها المادية أحسن منى وأخشى أن لا أوفر لها مسكنا لائقا بها، قلت : ولكنها هي قبلت أن تتزوجك وهي تعرف مستواك المادي أليس كذلك ؟ قال : نعم ، قلت : طالما أنها وافقت عليك فمعنى هذا أنها موافقة علي أن تضحى بمستواها المترف في بيت أهلها وتعيش معك علي الحلوة والمرة لتأسس حياتها من جديد، قال : في مسألة أخرى، قلت : تفضل : قال : إن والدها لديه عدة شركات وقد عرض علي أن أكون مديرا لإحدى شركاته فهل برأيك أترك وظيفتي الحكومية وأوافق علي عرضه أم أعتذر له ؟ قلت : قبل الإجابة علي سؤالك في نقطة مهمة لابد أنك تعرفها، قال : ما هي ؟ قلت : إن كان قد عرض عليك منصب مدير الشركة لأنك زوج ابنته فحاول أن تعتذر منه بطريقة دبلوماسية، أما إن كان قد عرض عليك بسبب خبرتك وكفاءتك فلا مانع لدي من قبول عرضه،
قال : طيب في مسألة أخيرة، قلت : تفضل، قال : عندما أردت أن أعطي زوجتى نفقتها الشهرية قالت لا داعي أن تعطيني لأن عندك التزامات مالية فما رأيك بكلامها؟ قلت : حتى لو قالت لك هذا الكلام فأنت صمم علي تسليمها النفقة، قال : ولكنها لا تحتاج، قلت : ألم تسمع المثل القائل : (أنا غنية وأحب الهدية)، فابتسم ثم ابتسمت وقلت له وأنا بعد أحب الهدية فضحك وانتهى اللقاء
@drjasem