الحب أخرجه من البوذية للإسلام
شاب صيني في ماليزيا تعرف على فتاة ماليزية فأحبها وطلب منها الزواج، فقالت له: أنت (بوذي) وأنا (مسلمة) ولا أقبل بك إلا أن تكون مسلماً، فأسلم الصيني من أجل الزواج بتلك الفتاة، وفي هذه اللحظة تعرف على الإسلام وبدأ يزداد قراءة ومعرفة، وكلما تعمق أكثر ازداد حباً في الإسلام، إلى أن اتخذ قراراً بأن يسافر إلى السعودية ليتعلم اللغة العربية والعلوم الشرعية، وقد حقق طموحه ثم عاد إلى بلده وتفرغ لتعليم أطفال المسلمين ، ونشر الخير الذي عنده فاسلم على يديه الكثير،
بعدما استمعت لقصته وأنا بماليزيا قلت في نفسي : سبحان الله يدخل في الإسلام عن طريق الحب والتعلق بفتاة، ولكن عندما تعرّف على هذا الدين العظيم يزداد تعلقاً بالإسلام وبالفتاة التي كانت سبباً في إسلامه ، وصـدق رســول الله صــلى الله عليــه وســلم إذ يقول: خياركم في الجاهلية خياركــم فــي الإســلام ، فقــد كـان بوذياً يزور (بوذا) في معبده ويجلــس أمامــه ويشعل الشمع من أجله، وقد زرت معبد البوذيين أثناء زيارتي الأخيرة لماليزيا، فوجدت بوذا تمثالاً كبيراً جــداً وهــو مستلقي في حالة النوم وجلست أراقب الداخلين فكانوا يدخلون ويشعلـــون الشمـــوع ويجلســـون قليلاً ثم يخرجون، ولا يشعر الداخل بأي راحة أو طمأنينة كما يلاحظها الداخل إلى مساجد المسلمين ودينهم.
وقد أكّد ذلك مسلم جديد دخل في الإسلام قد تعرفت عليه في أستراليا وكان بوذياً كذلك فسألته: ما هو شعورك عندما دخلت في الإسلام فقال: شعرت بالحرية أي اني مرتبط بخالقي وأتلقى منه وحده التعاليم، وأصبح عندي رؤية واضحة للخلق والكون والحياة والخالق فهذا الذي جعلني مستقراً ومرتاحاً .
ومن يدرس المذهب البوذي يجد أن فيه تعاليم أخلاقيه جيدة في مجملها، لكن الإنسان يريد أكثر من معارف حتى تستقر نفسه، وإحدى هذه المعارف القيم الأخلاقية، ولكن ما علاقة الإنسان بالإنسان؟ وما علاقته بالخالق؟ وما علاقته بالكون؟ كل هذه التساؤلات لا تجيب عنها البوذية، وان أجابت فإن إجابتها تكون غير شافية وكافية.
وإن مــن يتعلــق بالبوذية فإنه يتعلق بها من باب الجانــب الأخلاقــي أو الإيمانــي ليشــبع ذاته، لكن من يتعرف على الإسلام يجده ديناً كاملاً يشبع كل حاجات الإنسان العقلية من خلال العلم، والحاجات الوجدانيــة من خلال العاطفة والإيمان.
هو دخل الإسلام من بوابة الحب والتعلق بفتاة، ولكن تغيرت نيته بعد ذلك عندما عرف عظمة الدين، كما قال الإمام الغزالي رحمه الله: طلبنا العلم للدنيا فأبي الله إلا أن يكون لله، من يتأمل في الإسلام يكتشف أنه دين عظيم في كل المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية وحتى في العلاقات الأسرية فتكون سببا في دخول الناس للإسلام، وتمسك الفتاة المسلمة بدينها عند الزواج يلفت نظر الأجانب والغربيين لهذا الدين العظيم، وأذكر أن رجل بريطاني تعلق بفتاة باكستانية فلما طلب منها الزواج قالت له أذهب إلي أبي وأخبره بأنك تريد أن تتزوجني ، فاستغرب الرجل من طلبها وظنها أنها هي تقرر الزواج مثل الطريقة الأوربية ، فقالت له نعم أنا أقرر ولكن لابد أن يعرفوا أهلى ويوافقوا على زواجي لأن طاعة طاعة والدي مفيدة لي في الدنيا والآخرة ، يقول الرجل فتمسكت بالزواج منها أكثر وطلبتها من والدها وتم الزواج بعد دخوله بالإسلام، وقد التقيت بهذا الرجل بعد زواجه وقال لي أشعر بأن الإسلام دين عظيم وخاصة في الجوانب العائلية ، وقد رأيت العلاقة بين أفراد العائلة الباكستانية المسلمة وأتمنى أن أعيش بمثل هذه الحياة العائلية الجميلة والتي أفتقدها في مجتمعي الغربي، كما لمست الحب والدفئ في العائلة المسلمة واحترام الصغير للكبير حتى في قرار الزواج وهو ما نعتبره قرار شخصي