(6) أفكار تجعلك سعيدا ؟
للسعادة قانون لو تعرفت عليه تكن سعيدا بحياتك، والسعادة أمنية كل شخص في الحياة، كما أن السعادة قد تكون مشتركة بينك وبين الآخرين أو تكون فردية لوحدك فقد يسعدك شيء لا يسعد غيرك، ولكن أكثر الناس عندما يرتكبون أخطاء يشعرون بالحزن والإحباط والألم من الموقف أو الخطأ الذي ارتكبوه، ولهذا فإن تعلم الإنسان كيف يستفيد من أخطائه وكيف يكون الخطأ سببا لسعادته وليس لشقائه مهارة مهمة لابد من تعلمها،
فأول قرار تتخذه إذا ارتكبت خطأ هو أن تجعل عينك تنظر للخطأ علي أنه فرصة ذهبية للتعلم منه، فالحياة كلها تجارب وهي مدرسة يتعلم منها الإنسان كل يوم شيء جديد، فإن الألم يحصل وقت ارتكاب الخطأ ولكن ليس الحزن الدائم والألم المستمر هو التصرف الصحيح عند حصول الخطأ، وإنما الصواب أن أحول مشاعر الألم بالعمل حتى أستفيد من الخطأ بعمل ايجابي، والأخطاء ثلاثة أنواع خطأ في حق النفس وخطأ في حق الله وخطأ في حق الناس، فالخطأ قد يكون سببا للنجاح والسعادة، ولهذا قال علماؤنا في مثال الخطأ في حق الله مثلا (رب حسنة تدخل صاحبها النار ورب سيئة تدخل صاحبها الجنة)، فلو عمل الإنسان حسنة ورافقها التكبر والغرور فإن الحسنة هذه تكون سببا في دخول صاحبها النار بسبب التكبر، والسيئة التي تدخل صاحبها الجنة لو حصل بعدها توبة ورجوع إلي الله تعالى، أما لو كان الخطأ في حق النفس فعدم تكراره هو الصواب، ولو كان في حق الناس فيكون الإعتذار منهم وعدم تكرار الخطأ مرة أخرى
فهذه أول وسيلة لتحقيق السعادة وهي أن لا يكون الإنسان مأسور لحزنه عند ارتكاب الخطأ، بل درب عينك أن لا تري أخطائك نهاية الدنيا وحاول أن تصادق أخطائك لتتعلم منهم، أما الوسيلة الثانية فهي قضاء وقت مع الأشخاص الإيجابيين والذين يبثون روح السعادة والبهجة والتفاؤل في نفوس من يجلسون معهم، والأشخاص الإيجابيين هم الذين يحبون لك الخير ويسعدونك إذا تحدثوا معك ويحرصون أن تكون أنت الأفضل دائما فهؤلاء يزيدونك سعادة، وأحرص أن تتجنب الأشخاص السلبيين والمتشائمين حتى لا يشعرونك بالتعاسة والشقاء، أما الوسيلة الثالثة للسعادة هي أن تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين، ومن يظن بك ظن سيء أو يتهمك من غير دليل فلا تسعى أو تحرص للدفاع عن نفسك دائما لأن الذي يتهمك من غير دليل ربما يعاني من ضعف في الثقة بنفسه أو قد يكون مبتلى بمرض الوسواس القهري أو الشك المرضي، فلا تجعل لنفسيته المتشائمة أو الشكاكة أثرا في نفسك وشخصيتك وإلا فإنك ستحرم السعادة،
أما الوسيلة الرابعة هي أنت تعيش حاضرك وماضيك ومستقبلك بطريقة صحيحة، فماضيك تعيشه لتستفيد منه وتتذكر ما فيه من ذكريات جميلة، ومستقبلك تعيشه بالأحلام والأماني التي ترغب بتحقيقها بشرط أن تكون خيالية أو غير واقعية، أما حاضرك فتستمتع به وتكون منجزا وعاملا فيه لتستدرك ما فاتك بالماضي ولتأسس لمستقبل زاهر، والوسيلة الخامسة أن تستمتع بما أعطاك الله تعالى، ولو كنت ترى العطاء قليلا فإن الله تعالى لا يعطي القليل ولكن عيوننا تراها قليل، فالله يعطي الكثير لأنه جواد كريم، وقد ترى عينك بأن الله أعطاك القليل من المال أو الأولاد ولكن عينك لو دققت النظر لوجدت أن الله أعطاك الصحة والجمال والحركة والثقافة وحسن الكلام والعلاقات الإجتماعية ومحبة الأهل والأصدقاء وسرعة الحفظ والتعلم وأعطاك مواهب كثيرة وإن نعد نعم الله فإننا لا نحصيها،
والوسيلة السادسة للسعادة هي أن تكون سعيد بالنعم التي تحدث للآخرين وتراها عندهم، فإن الحسد والغيرة والكراهية للآخرين تجعلك تعيسا وشقيا، فمثل ما تحب الخير لنفسك درب نفسك أن تحب الخير للآخرين حتى تعيش سعيدا، وإذا أردت أن تنافس غيرك فنافسهم علي الآخرة لا الدنيا تكن سعيدا