علم طفلك هذه القصص الثلاث في التوكل
قال أريد أن أعلم ابني حسن التوكل علي الله وأن يعتمد علي الله تعالى في جميع أموره فكيف أوصل هذا المفهوم لولدي الصغير ؟ قلت له : كم عمر ابنك ؟ قال : عمره سبع سنوات ، قلت : الأطفال في هذا العمر يحبون القصص، فاذكر له قصة في حسن التوكل والإعتماد علي الله، وإذا أردت أن لا ينسى طفلك القصة، أحرص أن تمثلها له أو أن تجعله يرسم القصة ويلونها، قال : هذه فكرة طيبة فهل تذكر لي قصة تصلح لإبني تعلمه الإعتماد علي الله تعالى
قلت له : سأذكر لك قصة من القصص التي ذكرها رسولنا الكريم عليه السلام لأصحابهن، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمى فدفع إليه الألف دينار على أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركباً يركبها ليقدم عليه للأجل الذي أجَّله، فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفتُ من فلانٍ ألف دينارٍ فسألني كفيلاً فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك، وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً، فرضي بذلك، وإني جَهَدْتُ أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني استودعكها،
فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك -يعني: مع هذا الإجراء- يلتمس مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه على حسب الموعد ينظر لعل مركباً قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطباً، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار -أخرى- فقال: والله ما زلتُ جاهداً في طلب مركبٍ لآتيك بمالك، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إليَّ بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئتُ فيه، قال: فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثتَ في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا
قال : هذه قصة جميلة لأن فيها بحر وولدي يحب البحر وكذلك فيها نوع من الخيال والمغامرة وأعتقد أن ولدي يكون متشوقا وهو يستمع إلي هذه القصة، قلت : ويمكنك أن ترسم معه السفينة والخشبة والألف دينار فتثبت القصة في ذهنه ومنها يتعلم قيمة التوكل علي الله تعالى من خلال هذه القصة، والأمر الآخر يمكنك أن تذكر له قصة مريم أم عيسى عليه السلام وكيف أنها توكلت علي الله تعالى عندما هزت بيدها النخلة، ومعروف أن هز النخلة صعب جدا ولكن كان عندها يقينا بأن الله تعالى سيستجيب لها وقد أنزل عليها رطبا تأكله بعد الولادة، وهذه القصة كذلك فيها نوع من المغامرة والخيال وهي جميلة والأطفال يتشوقون عند سماعها، وقصة موسى عليه السلام عندما تبعه فرعون وجنوده وكان العدو خلفه والبحر أمامه ومع ذلك كان عنده يقين بأن الله تعالي سينقذه من هذا المأزق فأمره الله تعالى بأن يضرب بعصاه البحر ونجى موسى والمؤمنون معه
فلحظات التوكل علي الله تعالى تظهر عندما يكون الإنسان في موقف ويشعر بأنه في مصيبة ولكن يكون عنده يقين بأن الله تعالي سينقذه ويساعده، فالتوكل يعني تفويض الأمر لله والإعتماد عليه، قال : هذه القصص الثلاثة جميلة ومعناها جميل، قلت : وهناك مثلا جميلا ذكره رسولنا الكريم كذلك عن التوكل والحديث هو (لو توكلون علي الله حق توكله لرزقكم الله كما يرزق الطير تغدو خماصار وتعود بطانا)، قال : شكرا لك وحديث الطير يصلح للأطفال كذلك وانتهى الحوار