زوجة تجسست علي زوجها بعد زواج دام عشر سنوات فاكتشفت بأنه كان لديه علاقات نسائية قبل زواجه ثم توقف بعد الزواج ولكنها لم تستطع أن تتوقف من التجسس، وصار هاجسها التجسس علي هاتفه كل يوم حتى تطمئن بأنه لن يرجع إلي علاقاته التي كانت قبل عشر سنوات، فتطورت الحالة معها حتى صار التجسس في حياتها شيئا أساسيا وتحول التجسس لمرض نفسى أدي لإصابتها بالوسواس القهري فأثر علي صحتها، وازداد القلق عندها فأثر علي ضغط الدم لديها وساءت صحتها كثيرا وكل هذه المعاناة التي تعيشها وزوجها طيب وأخلاقه كريمة ويعاملها معاملة طيبة وهو محافظ علي صلاته وبار بوالديه وكريم معها، صحيح أنه كان له ماض قبل الزواج ولكنه بعد الزواج استقام وصار مخلصا ووفيا ولكن زوجته بسبب التجسس عليه تدهورت حالتها صحيا ونفسيا وجسديا حتى صارت تطلب الطلاق وتعيش الأوهام والخيالات
عشت هذه القصة شخصيا مع أبطالها فقلت في نفسي صدق الله تعالى عندما أمرنا بعدم التجسس فقال (ولا تجسسوا)، لأن التجسس عذاب وهو مرض لو تجسس الإنسان مرة فإنه يستمر في التجسس ولا يتوقف لأن الإنسان يحب أن يعرف المجهول أو يتابع المعلومات الناقصة التي عنده، فالتجسس هو الكشف والتفتيش عن عوارات وأسرار وخصوصيات الإنسان، وهو مرفوض شرعيا وقانويا حتى ولو كان بين الزوجين وهناك حالات استثنائية يكون التجسس فيها صحيحا مثل الحفاظ علي سلامة الدولة وأمنها،
أما التجسس في الأسرة فهو خطأ والتجسس في زماننا هذا ازداد بين الأزواج والأصدقاء بعد انتشار الهواتف الذكية من أجل البحث عن دليل يفيد الخيانة أو وجود علاقة غير مرغوب فيها، والبحث عن دليل بوسيلة خاطئة وغير مشروعة لا يبرر التصرف ويجعله صحيحا، فالتجسس صار مرض هذا العصر ويقود للأمراض كذلك، وأذكر امرأة كثيرة التجسس علي زوجها قالت لي بأن كثرة التجسس علي زوجها أصابها بقرحة بالمعدة، وأعرف قصة أخرى لزوجة تتجسس علي زوجها فلما علم صار هو يتجسس عليها وتدمرت العلاقة الزوجية بينهما ولم يكتشف كل واحد منهما دليل علي الآخر وانهارت الأسرة بسبب فقد الثقة والشك بين الزوجين،
فالتجسس يضيع الوقت ويفقد الأمان ويجعل الإنسان يعيش في شك وقلق وتوتر دائم، والتجسس يطرد النوم من العين ويجلب الكراهية والبغضاء ويأجج في نفس المتجسس حب الإنتقام، بالإضافة إلي أنه يعرض المتجسس لغضب الله ورسوله في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استمع إلي حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة) والآنك هو الرصاص المذاب، فهذا العذاب لو استمع لحديث قوم وهم كارهون له أي لا يريدون أن يستمع لهم، فكيف بمن يفتش بالهاتف النقال أو من يدخل علي الحساب الشخصي في الوتس أب أو الشبكات الإجتماعي أو من يحصل علي كلمة المرور بطريقة غير مشروعة ويفتش خصوصيات وأسرار الآخر
قد تقول المرأة ولكن من حقي أن يحترمني زوجي وأن لا تكون عنده علاقات نسائية محرمة، فنقول لها نعم صحيح هذا من حقك ولكن الخطأ أن تصلي لهدفك بوسيلة خاطئة مجرمة قانونا وشرعا ونفس الكلام ينطبق علي الرجل فاستخدام الوسيلة الخطأ للوصول للهدف لا يبرر صحة التصرف ، وحتى يعيش الإنسان مرتاح في علاقته مع الآخرين فأفضل طريقة أن يركز علي حسنات الآخر ويفوض أمر المجهول لله تعالى فإن كان الشخص علي علاقة محرمة مع الآخرين فالله يحاسبه عليها أو أن يكشفه الله لأن للخيانة رائحة تفوح ولو بعد حين ووقتها يقرر الآخر التصرف تجاه الخائن وهذا القرار هو الذي يجعل الإنسان يعيش حياته بسلام ،
—