قال ابني المراهق صعب جدا ومتمرد ولا أستطيع السيطرة عليه، قلت وكيف كنت أنت عندما كنت مراهق؟ فابتسم وقال الصراحة أنا كنت شيطان لما كنت بعمره، قلت له هذا الشبل من ذاك الأسد، فابتسم وقال ولكن ما الحل معه فهو لا يسمع الكلام ولا يستجيب لأوامري في الدراسة والصلاة والأصدقاء وحتى موعد النوم، قلت هناك عدة مهارات ومفاتيح لا بد ان تتعلمها في التعامل مع المراهق الصعب، قال وما هي هذه المفاتيح ؟
قلت إن المراهق إذا لم يكن مرتاح مع والديه ويشعر أنهم يضغطون عليه ويضايقونه فإنه يزداد عنادا وتمردا ويحاربهم بطريقته الخاصة، فالمراهق الصعب يتفنن في الضغط علي إزرار العصبية عند الوالدين وخاصة إذا كان المراهق ذكيا، وعلاج هذه المشكلة يكون بالطريقة التالية، فالمفتاح الأول هو أن تصادقه وتجعل علاقتك جيدة معه حتى تستطيع أن تتحدث معه بعيوبه وأخطائه، فإذا كانت العلاقة متوترة فإنك لا تستطيع أن تكلمه وتتفاهم معه، والمفتاح الثاني عندما تتحدث معه بالمشكلة لابد أن تسمع منه كذلك وتسأله إذا كان يرى ما تراه مشكلة أم لا، فإذا أتفقت معه علي أنها مشكلة هنا تستخدم المفتاح الثالث وهو أن تقول له ما هو حل المشكلة بنظرك، وتعطه فرصة أن يعبر عن رأيه ويطرح عليك خطته لحل المشكلة، وحتى لو لم تعجبك خطته فإننا ننصحك أن تقبلها منه وتعطيه فرصة لتطبيقها حتى تعرف مدى صدقه في تطبيق خطته العلاجية،
والمفتاح الرابع هو أن تمسك أعصابك ولا تغضب مهما تمرد أو حاول أن يستفزك فكن أذكى منه وأضبط نفسك ولا تتهور بتصرف عنيف مثل الضرب أو الطرد، أو أن تسمعه كلاما مثل (أنت لست ابني وأنا لست أبوك) فإنك وقتها لتخسره، والمفتاح الخامس أن تترك مسافة بينك وبينه في حالة لو لم يستجب لك في أول لقاء حواري أو لم تصل معه لنتيجة في حل المشكلة، وأحرص أن تجلس معه بأكثر من جلسة وتحاوره أكثر من مرة حتى تصل معه لإتفاق، والمفتاح السادس أن تكون قوانينك واضحة ومعلنة له ولأخوانه فلا ينفع أن تقول له لا تخرج مع أصدقاؤك أو ممنوع أن تأكل الوجبات السريعة أو غيرها من الطلبات، وإنما لا بد أن تبين السبب وأن يكون سببك مقنعا، والمفتاح السادس في حالة العقوبة لو أردت أن تعاقب علي تصرف خاطئ فلا تعاقب بعقوبة كبيرة وأبدأ بعقوبة صغيرة أو استخدم أسلوب فقد الإمتيازات مثل الهاتف النقال أو الإنترنت أو المنع من الخروج في أوقات معينة، ولكن أحرص أن لا تطيل العقوبة أو أن تجعل العقوبة أكبر من فعله، لأن العقوبة التأديبية إذا لم تكن بوقتها الصحيح ومقياس منطقي فإنها قد تزيد العلاقة سوءا، والمفتاح السابع نسميه المفتاح السحري وهو أن تستغل اللحظات الإيجابية والجميلة بينك وبين ابنك فتوجهه بطريقة حكيمة وجميلة في جو من المرح والفرح، ستجد التأثير الكبير عليه في هذه الحالة، والمفتاح الثامن هو أنك تخوفه بتطبيق القانون أو اللجوء للجهات المختصة بالدولة في حالة استمراره في الخطأ الذي يرتكبه وخاصة إذا كان القانون يجرم فعله،
قال إن هذه وصفة تربوية جميلة وأنا سأستخدم هذه المفاتيح مفتاح مفتاح مع الدعاء لعل الله أن يهدي ابني ويجعله سهلا مرنا، قلت : ولكن هناك أمرين مهمين لابد من التنبيه عليهما، الأول ليس دائما ابنك يكون متعمدا عند ارتكاب الخطأ فحسن الظن مطلوب وإعطاء الفرصة له أكثر من مرة مطلوب كذلك، والأمر الثاني أنك لابد أن تعطيه فرصة يتكلم وتشعره بأنك تسمع لكلامه، حتى لو كان كلامه خاطئا فلا تقاطعه حتى يشعر بأنه محترم ومقدر، وهذا يساعدك في تقويم سلوكه ونجاحك في العلاقة معه قال : شكرا لك والآن سأشتري مدالية لأعلق المفاتيح عليها