سألني شاب : ما الفرق بين الزنا والزواج ؟
في جلسة شبابية التقيت بها مع مجموعة من الشباب ، دار الحديث معهم في العلاقات العاطفية وفجأة تكلم شاب وقال : أنا بودي أن أطرح سؤالا ولكن لا أريدك أن تفهمني خطأ، قلت له : تفضل، قال : صراحة أنا لا أجد فرقا بين الزواج والعلاقة بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج يعني الزنا، وأحب أن أسمع رأيك بهذا الموضوع لأني أنا درس في الخارج وتعلمت أنه لابد أن يكون للشاب علاقة بفتاة وأن هذا أمر طبيعي،
فقلتُ له : سؤالك هذا مهم جدا، وأنا سأجيبك عليه فأنت لا بد أن تنظر إلى أصل الموضوع لتعرف الفرق ، فربُّنا تبارك وتعالى عندما خلق آدم خلقه للاستخلاف في الأرض ، وما معنى الاستخلاف ؟ أي: أنْ يعمر الأرض ، وحتى يستمر العمار لابد من استمرار الذرية ، والزنا يخالف هذا الهدف لأن الزنا ليس فيه استقرار وانجاب وتربية وتحمل للمسؤولية، فالزواج دائم بينما الزنا مؤقت ، والزواج يضمن لنا استمرار الذرية للاستخلاف في الأرض، والزنا لا يضمن لنا ذلك ، وهذا من حيث الهدف من خلق الله للناس، أما لو نظرت للزاوية الصحية فهناك فرق كبير بين الزواج والزنا وأنت تعرف ما هي الأمراض التي تنشأ من تعدد العلاقات بينما لا توجد مثل هذه الأمراض في الزواج، وأما من الناحية النفسية فدعني أقول لك شهادة من رجل كثير العلاقات النسائية خارج إطار الزواج صارحني يوما قائلا أجد نفسي غير مستقر بسبب عدم زواجي وكثرة علاقاتي النسائية، ومثل هذه الشهادة تحدثت معي فيها امرأة ترتكب الحرام بتعدد العلاقات وقد أصيبت بالإكتئاب والعزلة عن الناس بعد ممارستها للحرام بكثرة، فهناك فرق صحي ونفسي وقانوني وديني بين الزواج والزنا
قال : ولكن الزنا ممتع، قلت له : أي شهوة يتبعها الرجل تكون ممتعة سواء اتباع شهوة المال أو النساء أو الطعام أو حتى شهوة النوم، ولكن تكون شخصيتك قوية عندما تضبط شهوتك وترضي ربك، ومن جمال الدين وأحكامه أنه لا يعطي حقا لشخص على حساب آخر، فيتحقق الظلم فالمرأة لأن الله تعالى عندما خلقها أوجد فيها شهوتين : المتعة والأمومة ، وعندما يمارس الشاب معها الزنا فإنه يحقق لها شهوة واحدة ، ويحرمها من الثانية ، وفي هذا ظلم كبير . بينما الزواج يحقق لها الشهوتين معاً ، وهذا فرق جوهري كذلك، وبينما كنت أتحاور مع الشباب لفت نظر شاب يستمع بإنصات دون أن يشارك في الحوار ، فبادرتُه قائلاً: وأنت ما رأيك ؟ لم نسمع صوتك ؟ قال: بالنسبة لي فالصراحة أنَّ الذي يمنعني من الزنا غيرَ خوفِ الله تعالى خوفي من الأمراض كذلك
ثم قلتُ لهم: اجعلوا قصة يوسف ـ عليه السلام ـ وعفته دائماً نموذجكم في الحياة ، وقصةَ مريم ـ عليها السلام ـ وعفتها نموذجاً للبنات في الحياة ، وتذكروا قول النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (مَنْ يضمنُ لي ما بين لِحييه وفخذيه أضمنُ له الجنة )، فمن يرتكب الزنا فإن عقوبته بالدنيا تأتيه قبل الآخرة، وأنا أعرف رجلا كان مدمنا للزنا ولكنه لما تزوج لم يستطع أن يعاشر زوجته وقد أصيب بمرض جعله عاجزا عن معاشرة زوجته وقد دخل علي بالمكتب وهو يبكي حرقة ويقول لي أنا نادم علي كل علاقة محرمة أرتكبتها في العشرين سنة الماضية، وصرت اليوم محروم من المعاشرة والإستمتاع مع الزوجة ومحروم من الإنجاب كذلك،