زميلي بالعمل يحبني فهل أطلب الطلاق؟
قالت زميلي في العمل يبادلني نظرات أشعر فيها إعجاب وحب، وهو أكبر منى بعشر سنوات تقريبا ومتزوج ولديه أطفال، وأنا متزوجة من سبع سنوات وعندي طفلين، وزوجي محترم ويعاملني معاملة جيدة ولكنه عصبى جدا وأحيانا يفقد أعصابه فيشتمنى وفي مرة واحدة ضربني وهو كذلك قليل الكلام العاطفي فأشعر معه بالفتور في المشاعر، وكل هذه السلبيات بدأت أفكر فيها عندما بدأ زميلي بالعمل ينظر إلي نظرات الإعجاب والحب، وأنا امرأة عاطفية وأحب المدح والثناء وزميلي في العمل يعاملني معاملة مختلفة ويسعى لحل كل المشكلات التي تواجهني في العمل، وكنت أتعامل مع كل هذه المشاعر بصمت حتى جاء يوم وصارحني زميلي باعجابه بي وبشخصيتي وعبر عن مشاعر الحب تجاهي، وهنا بدأت المشكلة عندي فصرت مضطربة وغير متوازنه وما عرفت ماذا أفعل، ولكن بدأ فيني شعور غريب بالميلان إليه وتحركت مشاعر الحب تجاهه
وبدأت أشعر بالذنب والتناقض بنفس الوقت، فزوجي يحبنى وأنا لا أشعر بالحب تجاهه، وزميلي بالعمل يحبني وأنا أشعر بالحب تجاهه، وصرت محتارة ماذا أفعل، ففكرت بالطلاق ولكني محتارة في أمور كثيرة هل أوافق أن أكون زوجة ثانية وأنا حاليا زوجة أولى؟ وهل لو تطلقت وتزوجت زميلي سأكون سعيدة ؟ وهل ما أشعر به الآن حقيقة أم وهم ؟ وهل زميلي في العمل هذا صادق أم لا ؟ وهل أصبر علي زواج الحب فيه من طرف واحد أو أقبل بزواج أكون فيه زوجة ثانية ويكون الحب فيه من طرفين؟ وأسئلة كثيرة تدور في ذهني فما رأيك بالموضوع؟
قلت : قبل أن أجيبك على سؤالك أحب أن أقولك بأنه مرت علي قصص كثيرة مثل قصتك، بعضهم أتخذ قرار بالطلاق والزواج من زميل العمل، والبعض الآخر غير مكان عمله حتى ينسى الموضوع، وبعضهم عالج مشكلة الفتور تجاه الزوج والإستمرار في الحياة الزوجية، وبعضهم ضعف أمام حب زميل العمل وبدأ طريق العلاقة الغير شرعية، فالمواقف كثيرة ولكن أحب أن أقول لك معلومتين مهمتين تساعدنا في اتخاذ القرار، قالت : تفضل، قلت : المعلومة الأولى قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (ليس منا من خبب امرأة علي زوجها) والتخبيب يعنى إفساد علاقة المرأة بزوجها وإقناعها بطلب الطلاق من زوجها، ومعلومة ثانية مهمة وهي قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة سألت زوجها طلاقها في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)، قالت : هل أفهم من هذه الحديثين أني لا أفكر بالطلاق والزواج من زميلي لأنه يعتبر مخبب وحتى لا أحرم من الجنة؟
قلت : إن المرأة يحق لها أن تطلب الطلاق بحالات، منها تقصير الزوج بحقوقها وبنفقتها وبتأمين المسكن الشرعي لها، أو عندما يكون مستمرا بإهانتها وضربها وعدم احترامها، أو عنده مشكلة خلقية كنقص في حواسه، أو نقص بالدين كالسكر من الخمر أو الإدمان على المخدرات أو الزنا ويكون مستمرا بفعل هذه السلوكيات الخاطئة، أما لو كان زوجها يحبها ويحترمها ولم يقصر بكافة حقوقها المالية والعاطفية فلا يحق لها أن تطلب الطلاق،
قالت : إذن أفهم من كلامك أني أصرف النظر عن طلب الطلاق وعدم الإلتفات إلي زميلي بالعمل، قلت : نعم هذا رأيي خاصة وأن زوجك يحبك وقد عشت معه سبع سنوات وعندك منه أطفال، وزميلك بالعمل لا تعرفينه جيدا وستكونين زوجة ثانية فأنت ستعيشين مع نصف زوج، وكونك تشاهدينه كل يوم بالعمل فطبيعي تحصل الألفة بينكما ولا يعنى هذا نجاح الزواج، فأنت تختلطين معه كل يوم 8 ساعات وبالشهر 1760 ساعة، يعنى في السنة تعيشين معه 74 يوم، فطبيعي تحصل ألفة بينكما ولكن هذا لا يعنى نجاح الزواج لو قبلت بالزواج منه! فلا تغرك العواطف المزيفة والمؤقتة وتعتقدين بأنها سر سعادتك الدائمة، هذا بالإضافة إلى آثاء الطلاق علي نفسك وأولادك ففكري جيدا ولا تكوني متهورة، قالت : شكرا لك وسأتريث بالأمر