متى ينكسر قلب المرأة ؟
طرحت سؤالا على المتابعين وهو (متى ينكسر قلب المرأة؟) فكانت الإجابات متنوعة وهي كالتالي، الإجابة الأولى ينكسر بالطلاق وخاصة إذا كان الطلاق وقع ظلما عليها، والإجابة الثانية كانت أنه ينكسر عند حدوث خيانة زوجية، والثالثة ينكسر إذا مات والدها، والرابعة ينكسر عندما تفقد الأمان، والخامسة ينكسر عندما يكون الزوج نرجسي ومتكبر ومغرور، والسادسة إذا تزوج عليها امرأة أخرى ينكسر قلبها، والسابعة عندما تشعر بخيبة أمل من زواجها، والإجابة الثامنة عندما تتعرض للإهانات الدائمة والغدر،
والسبب من طرح هذا السؤال أنه في حديث نبوي يتحدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالمرأة والإهتمام بها وتقدير مشاعرها وعواطفها والرحمة بها، ويصفها بأنها مثل الزجاجة (قارورة) إذا انكسرت فإنه يمكن إصلاحها ولكنها لا تعود مثلما كانت في السابق، ثم يبين النبي عليه السلام أن كسر المرأة بالطلاق، فلهذا طرحت السؤال لأعرف رأي المرأة ما الذي يكسر قلبها، ولكن السؤال الآخر الذي أطرحه الآن هو : هل كل طلاق يكسر المرأة ؟ وهل الإجابات الأخرى مثل الخيانة والغدر وغيرها لا تكسر المرأة؟
فالجواب علي السؤال الأول هو أنه ليس كل طلاق يكسر المراة، إلا لو كان الطلاق باجبار من والديها أو من أهلها أو من أهل الزوج وللزوجين الرغبة في استمرار زواجهما فيكون الطلاق في هذه الحالة كسر للمرأة، أو في حالة لو كان الطلاق من زوج ظالم لزوجته بقرار الطلاق وهي لديها الرغبة باستمرار الزواج من أجل استقرار ابنائها أو وضعها الإجتماعي أو لديها الأمل باصلاح زوجها، فهذه حالات الطلاق التي تكسر قلب المرأة، لأن في بعض حالات الطلاق يكون رحمة للمرأة وللرجل كما قال تعالى ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا )، ففي هذه الحالة لا يكون كسرا لقلبها، حتى أن أحدى التعليقات التي تؤيد هذا الأمر أن امرأة علقت بقولها : ليس كل امرأة تنكسر بالطلاق فبعض النساء يولدون من جديد بعد الطلاق، وهناك نساء يحتفلون بالطلاق فرحا بسبب تخلصهم من الظلم الواقع عليهن،
أما جوابنا علي السؤال الثاني فإنه قد تكون هناك أسباب أخرى تساهم في كسر قلب المرأة، ولكن النبي الكريم عليه السلام أراد من الحديث التوصية بالنساء والصبر عليهن بعدم الإستعجال بتطليقهن في حالة لو كانت هناك مشكلة زوجية، لأن الإصلاح يحتاج لوقت وصبر، على الرغم بأن الرجل لا يستغنى عن المرأة أبدا فإن لم تكن زوجته فقد تكون أمه أو أخته، ونص الحديث هو عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا
فلفظ (وكسرها طلاقها) توجيه نبوي بالصبر والحلم وسعة الصدر لأن ليس كل مشكلة ممكن أن تعالج بالقوة والعنف وخاصة لو كانت مشكلة زوجية، وهذا الحديث أساس في علم فهم النفسيات ومهارات التعامل معها، لأن مقاسات المرأة تختلف عن مقاسات الرجل في التفكير والشخصية والنفسية والتصرف، وحتى في حساب الوقت وتنفيذ المهام والإدارة المالية، فبينهما اختلاف وهذا الإختلاف لابد من احترامه واستيعابه، فالتطابق بين الرجل والمرأة مستجيل ومن الخطأ أن نعامل المرأة كأنها رجل، وإنما علينا أن نعاملها بأنها امرأة لها احتياجاتها الأنثوية كما للرجل احتياجاته الذكورية (فليس الذكر كالأنثى)
ومن التعليقات الطريفة والمضحكة التى وردت علي السؤال عندما طرحته أن البعض قال وهو تعليق من شاب مقبل علي الزواج، قال أنه لا يريد أن يتزوج من امرأة من زجاج ولكنه سيبحث عن امرأة من بلاستيك حتى لا تكسر، وقال آخر أريد أن أتزوج امرأة من زجاج ضد الكسر، وتعليق آخر من امرأة قالت وهي تهدد خليه يكسرني راح أجرحه بزجاجتي