(7) خطوات لإدارة الخلاف والشجار لصالحك
كثيرا ما ندخل في خلاف وشجار ولا نعرف كيف نخرج منه بسلام، أو لا نعرف كيف ندير الخلاف حتى يصل لنتيجة إيجابية، وفي كثير من الأحيان ينتهى الشجار بطريقة سلبية ويتبعه مقاطعة بالكلام والنظر والمجالسة، وتتوتر العلاقة وتتأزم ويصعب على الطرفين العودة للعلاقة كما كانت، فإدارة الشجار يحتاج لمهارة وعودة المياه لمجاريها بعد الشجار تحتاج لمهارة أخرى، وأحببت بهذا المقال أن أكتب بهذا الموضوع لما رأيت من مشاكل كثيرة لا يحسن الناس إدارتها والتعامل معها فتكبر المشكلة وتنقطع العلاقات علي موضوع قد يكون بسيطا،
فأول خطوة يتخذها الذي يرغب بإدارة الشجار لصالحه أن يحاول أن لا يستخدم كلمات تثير الطرف الآخر، وتزيد من عصبيته لو شعر أن درجات الغضب تزداد عنده، فيمكنه بهذه اللحظة أن يغير خطة الحوار، فبدلا من أن يناقشه ليثبت له أن الحق معه يستخدم أسلوب يميل للتهدأه ولفت النظر إلي أصل العلاقة مع تحريك المشاعر والأحساسيس، بذكر محبة الطرفين لبعضهم البعض والتذكير بالتضحيات التى قدمت من الطرفين، فإن الشخص الغاضب والمتوتر عندما يسمع مثل هذه الكلمات تهدأ نفسه، ويكون مدخلا لإستمرار النقاش بطريقة إيجابية، والخطوة الثانية أن نتعلم كيف نوقف النقاش لو شعرنا أن النقاش عقيم، ويسير بطريق مغلق وأن الطرف الآخر قد أغلق كل أجهزة التواصل عنده ولا يريد أن يسمع إلا نفسه، بمثل هذه الحالة يتم استخدام تكتيك الإنسحاب الذكي من النقاش لأي عذر على أن يتم استكمال النقاش في وقت آخر، مثل هذا التكنيك يساعد في التهدأة والوصول لنتائج إيجابية عندما يتم فتح النقاش مرة أخرى
والخطوة الثالثة الإستفادة من سلبيات الشجار التي حصلت بوضع قواعد ونظام للخلافات المستقبلية عندما يتم الحوار فيها، مثل عدم ذكر الماضي عندما تناقش مسألة في الحاضر، وكذلك الإتفاق علي عدم الشتم أو السب أو التجريح أوالإستهزاء أو ذكر الأهل بسوء وغيرها من التصرفات أن تعقد المشكلة لو حصلت عند النقاش فتكون سببا في غضب الطرف الآخر وإغلاق باب النقاش والهروب من معالجة المشكلة، والخطوة الرابعة أن نستخدم وسائل أخرى غير الحوار الكلامي مع الطرف الآخر إذا كان الحوار الكلامي لا يصل لنتيجة، فنستخدم أسلوب الكتابة فنكتب المشكلة التي نود أن نتحاور فيها ونرسلها له، فيرد علي كلامنا بالكتابة كذلك ولهذه الطريقة ميزة بأن الرد لا يكون فيه انفعال وأن نتجاوز التجريح والشتم والغضب لأن كل واحد منهما يأخذ وقته حتى يرد علي الآخر،
والخطوة الخامسة أن يتم التركيز علي نفس المشكلة التي يتم النقاش فيها لأن من طبيعة الإنسان أنه أثناء النقاش يستحضر قصص وأمثلة ومواضيع أخرى، وهذا يتطلب أن يكون أحدهما واعي بإدارة النقاش ويركز على نقطة الخلاف حتى يصلا لنتيجة، والخطوة السادسة وهي قضية فكرية لأن البعض يعتقد بأن الحب والشجار لا يجتمعان، وهذه الفكرة غير صحيحة فغالبا في بداية الزواج يركز الزوجين علي نقاط التشابه بينهما، ولكن بعد مرور الوقت يركز كل واحد منهما علي نقاط الخلاف، وعندما يرزقا بالأبناء ينشغلان بهما حتى إذا كبروا يتفرغ الزوجين لبعضهم البعض فيعود الخلاف بينهما لأنه صار كل واحد منهما يركز علي الآخر ويركز علي الفروقات بينهما، والخطوة السابعة في حالة إذا حصل النقاش لأكثر من مرة بين الطرفين ولم تصل لنتيجة بالحوار فيمكنك أن تقترح زيارة خبير في العلاقات للمساعدة في كيفية الحوار والوصول لنتائج إيجابية، ويكون صاحب تخصص لو كان الخلاف مالي فيكون خبيرا ماليا ولو كان صحي يكون خبيرا صحيا وهكذا، ولكننا نقول ختاما حتى تكون ناجحا في علاقاتك مع الآخرين عليك بأن تلتزم بأمرين، الأول أن لا يكون همك دائما أن تصطاد العيوب، والثاني أن لا تدقق بكل شيئ حتى تعيش سعيدا مع من تحب