لماذا يفكر من تجاوز سن (40) بالطلاق ؟
قال الزوج أمام زوجته بأننا اتفقنا وقررنا علي الطلاق وقد جئنا حتى نتشاور معك بهذا الموضوع، فقلت لهما : وما السبب الذي دفعكما للتفكير بالطلاق ؟، قالت الزوجة : لقد رزقنا الله بأربعة أبناء وقد كبر أبنائنا فمنهم من تزوج ومنهم من تخرج من الجامعة ويعمل في مراكز مهمة، ولاحظت أن علاقتي الحوارية مع زوجي ضعيفة جدا وليس لدينا سابقا مواضيع نتحدث فيها سوى الأبناء، فلما كبر أبناؤنا وصارت لهم حياتهم الخاصة كثرت المشاكل بيننا، فقلت : هل تقصدين أنه لا يوجد شيء مشترك بينكما بعدما كبر أبنائكم ؟
قال الزوج : نعم صحيح هذا ما نشعر به والحياة صارت بيننا مملة، وصار كل واحد منا يعيش بمفرده بسبب خروج أبنائنا واختلاف اهتماماتنا، ولا يوجد شيء مشترك بيننا نعيش من أجله، فصارت حياتنا متوترة وكل واحد منا يركز علي سلبيات وعيوب الآخر بعد خروج آخر ابن لنا من بيتنا، فإما نكون صامتين أو كل واحد منا يلوم الآخر وينتقد تصرفاته وطريقة حياته، فاتفقنا على الطلاق حتى نحافظ علي صحتنا ويعيش كل واحد منا سعيدا بما تبقى من عمره،
قلت : لقد استطعتم أن تعيشا مع بعضكم قريب الثلاثين سنة والآن عندما بدأتم تجنون ثمرة حياتكم بعلاقتكم وتربية أبنائكم قررتم أن تنفصلوا؟ قالت الزوجة : عشنا ثلاثين سنة لأن كان عندنا قضية نعيش من أجلها وهي الأبناء، ولكن الآن ليس لدينا هدف مشترك أو قضية مشتركة تجمعنا، وحتى عندما نريد الحوار مع بعضنا فالوقت الذي يناسبني يختلف عن الوقت الذي يناسبه، وأحيانا أنا أرى المشكلة معقدة وهو يراها بسيطة فنحن لسنا متفقين أبدا،
قلت : أريدكم أن تجيبوا علي هذه الأسئلة الخمسة، فهل جربتم أن تعيشوا أسبوعا واحدا كل واحد منكم يركز علي ايجابيات الآخر؟ وهل جربتم أن تحددوا أوقاتا في الآسبوع لكي تناقشوا المشاكل المعقدة أو القضايا المهمة ؟ وهل جربتم أن يكون بينكما برنامجا مشتركا ولو مرة بالإسبوع؟ وهل جربتم أن تغيروا نمط حياتكم وتكسروا روتين حياتكم؟ وهل جربتم أن يكون لكما برنامجا إيمانيا مشتركا؟ فصمتوا ثم قلت لهم أعرف أن الإجابة (لا)، فأنتم الآن قاربتم من عمر الخمسين سنة وهو عمر النضج والحكمة والعطاء والخبرة، فلو عملتم بما ذكرته لكم لتغيرت حياتكم للأفضل، وتجاوزتم اليأس الزوجي الذي تعيشونه
قال الزوج : إن ما ذكرته لم نجربه صراحة، قلت : أنتم تحتاجون لتنظيم حياتكم وترتيب أهدافكم لأنكم تعيشون بفراغ بسبب خروج أبنائكم وتقاعدكم من العمل، وإجابتكم للأسئلة التي طرحتها عليكم تساعدكم علي تجاوز المشكلة، وإذا صارت حياتكم منظمة تحسنت علاقتكم وازداد الحب بينكم وصرتم تشعرون بالسعادة، قالت الزوجة : وهل يمكننا الإستمرار بحياتنا وتحسن علاقتنا ؟ قلت : نعم بكل تأكيد لو كان لديكم الرغبة، فنظر كل واحد منهما للآخر وقال الزوج : وكيف ذلك؟ قلت : في خمس خطوات مهمة تعملونها لإنعاش حياتكم الزوجية، الأولى بدل من تصيد العيوب وإثبات أخطاء كل واحد منكم للآخر تستبدلون ذلك بالعفو والمسامحة، والثانية أن يركز كل واحد منكم علي إيجابيات الآخر ويتحدث عنها ليعززها ويجعلها مستمرة، والثالثة أن يعبر كل واحد منكما عن احتياجاته العاطفية أو النفسية أو السريرية للطرف الآخر وعلى الآخر تفهم هذه الإحتياجات وتلبيتها، والرابعة الإبتعاد عن اللوم أو الإتهام لأنه يضعف العلاقة واستبداله بالمبادرة وحسن الظن والتعبير عما في النفس من مشاعر ليزداد التفاهم بينكما، والأخيرة أكرر موضوع خططوا لبرامج مشتركة ونظموا حياتكم ليكون لديكم وقت خاص لكم ووقت آخر مشترك بينكم، مع الدعاء لله تعالى بأن الله يحببكم لبعض أكثر ويقوى علاقتكم أكثر فتكون حياتكم خير من شهر عسلكم،
وتم الإتفاق علي هذه الحلول والخطة العملية وخرجا بعدما قررا تأجيل قرار الطلاق إلي حين خوض تجربة خريطة الطريق التي قدمتها لهما