متى تكون الخيانة مؤقتة أو دائمة ؟
هل الخيانة الزوجية تقع مرة واحدة أم عدة مرات؟ وهل من يخون مرة واحدة بالضرورة أن يكرر الخيانة أكثر من مرة؟ كثيرا ما يعرض علي هذا السؤال والجواب عليه كالتالي، هناك فرق بين خيانة الرجل وخيانة المرأة، ففي الغالب خيانة الرجل عبارة عن احتياج لتفريغ شهوته أو يكون لديه ماضي لم يستطع التخلص منه، ولكنه بعد الزواج استمر بالخطأ كما لو لم يكن متزوج، أما خيانة المرأة فإما تكون انتقاما لزوجها أو خيانة عاطفية في الغالب
فالزواج أساسه سكن وراحة ورحمة ومودة والتزام وصدق بالعلاقة واحترام وعدم خيانة، ولهذا سمى الله تعالى عقد الزواج (بالميثاق الغليظ)، لأن فيه التزامات اخلاقيه وقانونية واجتماعية وصحية ودينية كثيرة، فهو ليس مثل أي عقد في الحياة، ولهذا فإن الخيانة تصبح معصية كبيرة إذا وصلت للزنا، أما إجابة السؤال من يرتكب الخيانة يرتكبها لمرة واحدة أم يكرر ارتكابها، فالجواب متوقف على ثلاثة أمور، الأولى تربية الإنسان وأخلاقه والثانية علاقته مع ربه والثالثة ماضيه قبل الزواج، فأما الأولى فبعض الأشخاص يقعون بالخطأ ولا يكررونه لأنهم تربوا تربية سليمة على المبادئ والأخلاق والقيم، والثاني يكون المانع من التكرار أن المخطأ تاب واستغفر وعاهد الله أن لا يرجع للمعصية مرة أخرى، والثالث أكثر الذين ليس لهم ماض في ارتكاب الزنا ويخطئون لا يكررون الخطأ مرة أخرى لأن الخطأ قد يكون هفوة أو نزوة أو تجربة،
وفي كل الأحوال سواء ارتكب الخطأ مرة أو مرات يستطيع المخطأ أن يتوقف ويضبط شهوته ويقوي علاقته مع ربه ويشغل نفسه بما يفيد، فالرجل دائما يريد أنثى بقربه حتى يستقر ويرتاح والمرأة في الغالب تحب أن يكون لديها رجل في حياتها تستند عليه وتستقر معه، فهذه هي سنة الحياة أن يجتمع آدم مع حواء، ولكن الأخطاء ترتكب بالخيانات لأسباب كثيرة منها أن يبحث الرجل عن أنثى خارجية بسبب فقد الجانب الإنثوي في زوجته، والمرأة تبحث عن عاطفة خارجية بسبب احتياجها للعاطفة من زوجها الذي أهملها وتركها، وهذه من أكبر أسباب الخيانات التي رأيتها، فكل واحد يبحث عما يشبعه خارج بيته، وإذا خان أحد الزوجين بدأت معركة التحدي بينهما، فالرجل يتلاعب بحيل ذكية حتى لا تكتشفه زوجته، وهي تتفنن في التجسس والمراقبة عليه حتى تصطاده بجرم مشهود، ويضيع الوقت وتتدمر العلاقة وتهدم الأسرة فيحزن الجميع ويفرح ابليس بتفكك الأسرة،
ولعل السؤال الملح دائما في حالة اكتشاف الخيانة الزوجية هل نطلب الطلاق أم لا ؟ والجواب على هذا السؤال أننا لابد أن نفرق بين من يرتكب الخطأ وهو مصر ومعاند على الإستمرارفيه، وبين من يعتذر ويلتزم بعدم تكرار الخطأ، لا شك أن هناك فرق بين الحالتين، ومن الطبيعي أن يكون فرق بين ردات الفعل، ومهما كان العذر منطقي فهو عذر لا يبرر الجريمة، فأذكر أن رجلا اعترف لي بأن سبب ارتكابه للزنا أن زوجته قوية في البيت وهو يراها مفيدة لأولاده ولكن لا يشاهدها كأنثى تلبي رغباته وحاجاته فكان يبحث عن امرأة ضعيفة، وامرأة أعترفت لي مرة أن سبب ارتكابها للخطأ كثرة انشغال زوجها واهمالها ، فعلى الرغم من أهمية التبريرات إلا أنها لا تبرر أو تشرع قبول الخطأ أو ارتكابه ويبقى الزنا جريمة وكبيرة من الكبائر إلى يوم القيامة مهما كان الدافع والمبرر له، فالزنا يجعل مستقبل العلاقة دمار في الدنيا والآخرة قال تعالى (ولا تقربوا الزنا أنه كان فاحشة وساء سبيلا)