(21) فكرة في نصرة النبي تربويا؟
شاب ياباني كان يدرس بإحدى الجامعات بدولة أجنبية وكان الدكتور الذي يدرسه يستهزئ بالشعب الياباني وكان هذا الطالب يستمع إليه ويبتسم، فاستغرب الطلبة من ردة فعل هذا الياباني على معلمه وأنه لم يغضب أو يخرج من الفصل الدراسي، فتحدث معه أحد الطلبة قائلا: لماذا لم تغضب على معلمك ؟ فقال الطالب الياباني: علمتني أمي أنه إذا كنت في مجلس وكان في شخص يستهزئ بي أو ببلدي بأن أتخذ ثلاثة قرارات، الأول الإستماع لحديثه بانصات والثاني أن أبتسم والثالث أن أفكر بمشروع للرد على كلامه عمليا لا عاطفيا، فاستغرب الطلبة من تربيته وقالوا: الآن عرفنا كيف تفوقت اليابان على كثير من الدول بعد تدميرها بقنبلة هيروشيما
أذكر هذه الحادثة لشاب سألني قائلا كيف أنصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت له : طالما أنت أب ورزقك الله بالأبناء فلماذا لا تفكر أن تنصره تربويا، فقال : وكيف ذلك ؟ قلت : بأن تطبق هدي النبي وسنته على نفسك وأبنائك، فتكون نصرت النبي عمليا وساهمت في تقوية حب النبي في قلوب أبنائك، قال : وما هي الوسائل التي أستطيع أن أنصر النبي صلى الله عليه وسلم تربويا ؟ قلت : سأذكر لك (20) فكرة عملية، الأولى أن تبدأ من الولادة بأن تأذن وتقيم في أذن المولود عندما يأتي، والثانية أن تحنكه بتمرة بأن تمضغها له ثم تدلك فمه وشفايفه ولثته، والثالثه حلق شعره في اليوم السابع، والرابعه ختانه أي تطهيره إذا كان ذكرا، والخامسه العقيقة وهي الذبيحة للمولود، والسادسه أن تكون قدوة لطفلك في تطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقلدك، والسابعه أن تكون رحيما وحليما وسهلا قريبا وأنت توجهه وتربيه وتنصحه، والثامنه أن لا تتكلم معه بكلام فاحش أو تشتمه أو تهينه أو تهدده، والتاسعه أن لا تضرب أو تستخدم الشدة في غير موضعها، فالتربية تكون بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، والعاشرة أن تلازم الدعاء فلعلك تدعوا في ساعة إجابة كما قال تعالى (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)، ويكون طفلك قرة عين لك عندما تبذل هذه الوسائل التربوية والإيمانية
فهذه هي العشرة الأولى أما العشرة الثانية فهي أن تعلمهم أركان الإسلام وأصول الإيمان واليوم الآخر وتشرح لهم حكمة أقدار الله تعالى فيؤمنوا بالقدر خيره وشره، والوسيلة الثانية أن تعلمهم خطط الشيطان في إغواء الإنسان، والثالثة تسعى لتحفيظهم كتاب الله وتعريفهم بسنة وسيرة المصطفى عليه السلام، والرابعة أن تحبب لهم الصلاة والصيام والدعاء والأذكار، والخامسة أن تحثهم على بر الوالدين وصلة الرحم وأكرام الضيف وحسن الجوار، والسادسة أن تعلمهم كيف يشجعوا المعروف ويغيروا المنكر بأيديهم لو أستطاعوا أو بلسانهم أو بقلبهم، والسابعة أن تنمي جسدهم رياضيا وعقلهم علميا وتشعرهم بالأمان النفسي وتقوي علاقاتهم الاجتماعية باختيار الصحبة الصالحة، والثامنة أن تعلمهم الأخلاق من صدق وأمانة واحترام وأدب، والتاسعة أن تركز على الأخلاق القلبية فتحذرهم من الحسد والكراهية والإنتقام والحقد، والعاشرة وهي العشرون أن تعلمهم التوبة والإستغفار لو أخطأوا في حق الله والإعتذار لو أخطأوا في حق البشر، وزيادة على ذلك أن تشجعهم على العمل الخيري والصدقة بالمال والوقت والصحة والعلم، قال : فهذه عشرين وسيلة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، قلت له : نعم ولكنها تحتاج لوقت وصبر وعلم ومهارة حتي تنجح في تطبيقها