(4) أسباب لإستمرار زواج لا (حب) فيه
قال أفكر بالطلاق والإنفصال لأني لا أحب زوجتي فما رأيك؟ مثل هذا السؤال دائما يعرض علي من الرجال والنساء، وأحيانا المرأة تقول لي صبرت طويلا علي زواج لا حب فيه وكان عندي أمل أن توقد جمرة الحب في قلبي تجاه زوجي ولكن دون فائدة، فاستمرار الحيرة والتفكير في اتخاذ القرار اتجاه الزواج أمر محير أحيانا، لأن المعادلة تكون صعبة، ولهذا أقول أن التركيز علي (الحب) فقط كمعيار لإستمرار الزواج أو الإنفصال يحتاج لنقاش، لأن هناك فوائد ومصالح أخرى للزواج قد تدعوه للإستمرار غير وجود الحب، وقد جمعتها في أربع أسباب أجدها تساعد كل شخص يفكر بالطلاق بسبب فقدان الحب
السبب الأول وجود الأطفال فهم في الغالب يغيرون المعادلة في حالة رغبة الطرفين بالطلاق، فغالبا يكون عند الطرفين طموح كبير في حسن تربية الأبناء وتميزهم على غيرهم في التعليم والأخلاق والتربية الإيمانية والصحية، فمجرد أن يفكر أحد الطرفين بالطلاق يبدأ يفكر في خوفه من تحقق حلمه تجاه أبنائه، ويخاف أن يتأثرون نفسيا وصحيا وسلوكيا بتفكك الأسرة، فيكون الأطفال سبب رئيسي في التردد باتخاذ قرار الطلاق
والسبب الثاني هو توفير الإحتياجات النفسية للزواج، فأحيانا يفكر أحد الطرفين بالطلاق ولكنه يعاني من مشكلة السكن الآمن والمريح بعد الطلاق، لأنه يسكن في بيت مريح وواسع بينما بعد الطلاق سيخرج من بيته ويكون أمامه خيارين الأول أن يرجع لأهله فيسكن عندهم وقد يكون بيت الأهل غير مناسب، أو قد يستأجر سكن لوحده وفي الحالتين هو غير مستقر نفسيا وغير مرتاح
والسبب الثالث وجود الوفر المادي والحياة المرفهة والنظرة الإجتماعية، فقد يكون أحد الزوجين عنده ملاءة مالية أو مركز اجتماعي مرموق، وعند التفكير بالطلاق فإنه سيخسر هذه الميزات المالية والإجتماعية فيتردد في قرار الطلاق بسبب الحياة الكريمة والمرفهه التي يعيشها، أما السبب الرابع فهو اشباع الرغبات الخاصة بالعلاقة الزوجية، وخاصة لو كان أحد الزوجين لديه حاجة ملحة في المعاشرة الزوجية ودفئ الفراش فيتردد في الطلاق حتى لا يقع يحرم هذه الميزة وربما يقع بالحرام
بعد عرض هذه الأسباب الأربعة يتبين لنا أن قرار الطلاق ليس سهلا، ففي الحالة الأولى لو فقد أحد الزوجين الحب بزواجه ولا يوجد عنده سكن مريح أو دخل مالي يعيش منه بعد طلاقه فإننا لا ننصحه بالطلاق إلا في حالة لو تم التخطيط لتوفير السكن المريح والدخل المالي، أما في حالة وجود الأبناء ومتوقع وجود تفاهم وتنسيق بين الطرفين علي تربية الأطفال والإنفاق والسكن والرعاية والرؤية بعد الطلاق فننصح بالطلاق في هذه الحالة، أما لو لم يتوفر التفاهم وتوقع التهديد والإنتقام بالأولاد بعد الطلاق فإننا لا ننصح بالطلاق، بل ننصح بتأخير الطلاق إلي أن يكبر الأبناء ثم يعيد التفكير في مستقبل العلاقة
أما في حالة فقد الحب مع توفر الدعم الإجتماعي والمالي ويكون الراغب بالطلاق بحاجة لهذا الدعم ففي هذه الحالة لا ننصح بالطلاق، أما لو لم يتوفر الدعم الإجتماعي والمالي ولا يوجد كذلك حب فلو أتخذ قرار الطلاق لا يكون مخطأ، أما لو كان الراغب بالطلاق في حالة إشباع الرغبة الخاصة بالنفس البشرية وكان يصعب عليه أن يتزوج زواج ثاني بعد الإنفصال ففي هذه الحالة لا ننصح بالطلاق، وإذا كان الزواج الثاني متيسر وسهل فلو اتخذ قرار الطلاق لا يكون مخطأ، وفي كل الأحوال ننصح بعلاج مشكلة الحب ومحاولة تنميته فهي المشكلة الرئيسية في العلاقة.