حبوب منع الحمل وتحرير المرأة
ربما القارئ يتسائل ما علاقة حبوب منع الحمل بتحرير المرأة، ولكن الجواب على هذا السؤال قرأته بموقع (دي دبليو) الإخباري عندما كنت أبحث عن الموضوع فوجدت بحثا مقدم بالموقع بعنوان (حبوب منع الحمل تشجيع على الخطيئة أم التحرر الجنسي) يبين أن الدافع من اكتشاف حبوب منع الحمل هو تحرير المرأة في العلاقة الجنسية، وذكر البحث عبارة (اعتبرته (أي اختراع حبوب الحمل) نساء كثيرات نقلة نوعية من أجل تحررهن) لأن المرأة تريد حلا لأن تمارس العلاقة الجنسية مثل الرجل، فكان هذا الإكتشاف ليجعل المرأة تأخذ حريتها بالعلاقات، بالإضافة إلى المساهمة في تنظيم النسل،
وذكر موقع (الويكيبيديا) أن د جرجوري بنكوس هو مكتشف الحبوب منذ ستون عاما، وأن من أثارها أنها أدت لتغيير العادات الجنسية وإطلاق الحريات والإباحية في العالم ، كما أدت هذه الحبوب إلي تغييرات ثورية في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، أما كاتدرائية الفاتيكان فما زالت متمسكة برأيها إلى يومنا هذا بأن تناول حبوب منع الحمل محرم لأنه يشجع المرأة للعلاقات المحرمة مع الرجال، أما المجتمع الألماني فقد كان يحرم ممارسة المرأة للجنس لأكثر من خمسين سنة ماضية حتى تم اكتشاف حبوب منع الحمل،
فالمرأة صارت قاتلة بعدما أخذت حريتها في العلاقات الجنسية بسبب الإجهاض الذي تحدثه، فهي تقتل الجنين في بطنها لتتخلص منه، وحبوب منع الحمل ساعدها لحمايتها من الجريمة وفتح لها المجال للتصرف بحريتها في العلاقات الجنسية، فنسبة الإجهاض كبيرة في العالم، وفي أمريكا لوحدها سنويا ما يقارب من مليون حالة إجهاض بأسلحة القتل المختلفة، وبعض الخبراء يصرحون بأن دعاة تحرير المرأة حولوا النساء لآلات للقتل، وقد تم معالجة هذه المشكلة بجواز الإجهاض، فقد أباحت بعض الدول الإجهاض باعتبار أن المرأة لها حرية التصرف بجسدها
أما الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل فهي كثيرة منها حصول الإكتئاب والشعور بالغثيان وأضطراب المزاج وزيادة الوزن وغيرها، وقد حذر خبراء كثيرون من تناول هذه الحبوب بسبب المضاعفات التي تحدثها للمرأة بجسدها، وكلما كانت المرأة التي تتناول الحبوب صغيرة بالسن كلما زاد الإكتئاب عندها، فخرجت صيحة أخرى من دعاة تحرير المرأة بالزام الرجل بأن يأخذ حبوب منع الحمل حتى يتم التساوي بينهما، وهكذا تدفع المرأة دفعا بعيدة عن فطرتها بالتعامل الإنساني وصناعة الإنسان وأن تكون شريكة ببناء المجتمع إلى أن تصبح جندية مقاتلة ضد الرجل
فالمرأة لها دور عظيم في الحياة ولا يقتصر دورها على أن تتنقل بين الرجال لإشباع شهواتهم، وإنما علمنا ديننا الإسلامي أن للمرأة دورين في الحياة ولها أن تختار أحدهما أو أن تجمع بينهما لو أستطاعت، فالدور الأول أن تكون أما وزوجة ومربية وتستمع بدفئ بيتها وتسعد بعلاقاتها الاجتماعية وتهتم بصناعة الأجيال والأبطال، والثاني أن تكون امرأة جادة عاملة منجزة تحضر الإجتماعات وتتابع القرارات وتسافر من أجل المؤتمرات، فالإسلام فتح لها المجالين مع تشجيعه للخيار الأول وعدم حرمانها من الخيار الثاني، بينما ما نقرأه ونراه من دعاة تحرير المرأة أنهم يشجعون المرأة على الخيار الثاني ويحرمون عليها الخيار الأول أو أنهم يقللون من شأنه، ويطلبون منها في حالة لو أرادت الخيار الأول أن تعامل الرجل وكأنها رجل وليست امرأة، وقد دخلت في حوارات كثيرة مع دعاة التحرير فأجد هذا المنطق الذي يتحدثون فيه، وبعض النساء اعترفن لي بأنهم عاشوا زمنا طويلا باختيارهم للخيار الثاني ولكن لو عاد بهم الزمن لاختاروا الخيار والأول أو الجمع بين الخيارين