أنا حرة بلباسي ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه!!
قالت : انا حرة في لباسي ولا يحق لاحد ان يتدخل فيه، قلت : هل تستطيعي أن تسيري بالشارع بملابس البحر؟ قالت : لا، قلت : إذن الأعراف والعادات والمناسبات تقيد حريتك باللباس، ولباس المدن يختلف عن لباس الأرياف والقرى، فلا تستطيعي أن تقولي أنا حرة بلباسي لأن كل وقت أو ظرف يقيد حريتك بلباسه، فالوظائف لها لبسها الخاص، مثل العسكري له لباسه، والخادمة لها لباسها، والمعلمة لها لباسها، والطبيبة لها لباسها، حتى بائعات الهوى لهن لباسهن أليس كذلك؟ قالت : نعم ولكن هذا لباس العمل
قلت : وحتى الظروف المناخية لها لباسها الخاص وهي تقيد حريتك، فلباس الطقس البارد والممطر غير لباس الصيف الحار أو الربيع المعتدل، وحتى المراحل العمرية تقيد حريتك باللباس فالطفل له لباسه والمراهق له لباسه ومرحلة الشباب والشيخوخة لها لباسها، قالت : يعني أنت تريد أن تقنعني بأني لست حرة بلباسي؟
قلت : أنا أذكر لك الأدلة والمواقف والقرار لك في النهاية، فلو كنت مدعوه لحفل تخرجك بالجامعة هل تلبسين لباس حفلة العرس والرقص ؟ قالت : لا ، قلت : إذن أنت لست حرة بلباسك، وسؤال آخر أطرحه عليك هل كان لباسك في مرحلة الدراسة الإبتدائية والثانوية مثل الجامعة؟ قالت : لا، قلت : إذن النظام التعليمي قيد حريتك فأنت لست حرة بلباسك، ثم قلت لها : حتى السجينات الذين فقدوا حريتهن بالحياة ليس لديهن حرية اللباس، وفي أوربا المرأة المسلمة ليست حرة بلباس حجابها أو نقابها وإنما مقيدة بنظام الدولة بكشف شعرها ووجهها فأين حرية اللباس هناك؟
فلو تأملت مواقف الحياة ستجدين أن المنطق الذي تتكلمين فيه غير صحيح، فالمريض ليس له حرية بلباسه، والمرأة البدينة تختلف عن النحيفة في لباسها، فحجم الجسد يقيد حرية المرأة بلباسها، وكل هذه الأمثلة التي ذكرتها لك يدعوك لإعادة النظر في منطقك بأنك حرة بلباسك ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه، قالت : لقد فاجئتني بكلامك
قلت : وأزيدك بأحكام قضائية بهذا الموضوع فالمحكمة العليا الإيطالية الغت إدانة رجل اغتصب فتاة بسبب لبسها لجينز ضيق جدا يفصل جسدها مما أثار شهوته تجاهها فاغتصبها، فالقضاة بالمحكمة ذكروا أن سبب الإعتداء هو لباس الضحية المغري وقد ورد هذا الخبر بموقع denim day فلماذا لم يحكم القضاء بحريتها باللباس وتجريم المغتصب للفتاة؟، وحكم آخر يخالف منطقك بحرية اللباس أنه لم يسجن مغتصب في مانيتوبا بكندا لأنه اغتصب فتاة تبلغ من العمر 26 سنة بسبب ارتدائها قميص علوي من غير حمالة صدر وكعب عال والكثيرمن المكياج وقد ذكرت ذلك صحيفة free press winnipeg ، فما تعليقك؟ قالت : ما توقعت أن القانون لا يقف مع حرية المرأة بلباسها بالغرب،
قلت : لاحظت معي أنك أمام العرف والعادات ليست حرة بلباسك وفي الوظائف والعمل لست حرة بلباسك وفي مراحل العمر لست حرة بلباسك وفي الصيف والشتاء لست حرة بلباسك وفي مراحل الدراسة لست حرة بلباسك وفي الحفلات والمناسبات لست حرة بلباسك وفي السجون والمرض وبدانة الجسم ونحافته لست حرة بلباسك، وحتى في بيتك مع أهلك أو زوجك أو أولادك أو عند نومك لست حرة بلباسك، فأنت مقيدة بلباسك أينما ذهبت وأنت خاضعة لهذه القيود، فسكتت تفكر فيما قلته لها ثم قلت لها : فعندما يأمرك الله الذي خلقك بلباس التقوى لا تقولي أنا حرة بلباسي وإنما قولي سمعا وطاعة لله تعالى لأنه الأولى بالطاعة،