قالت : أنا قوية ولا أحتاج لرجل في حياتي
بدأت كلامها بقولها : أنا أقوى من من الطلاق وأقوى من الخيانة وأقوى من الترمل وأقوى من التحرش وأقوى من الظلم والقهر والتقييد والإهمال، فأنا أستطيع أن أعيش لوحدي وأسافر لوحدي وأخذ حقوقي بالقوة، فقد انتهت وصاية الرجال علينا، وإلى متى ونحن نعيش في ظل الرجل سواء كان أبي أو أخي أو زوجي أو حتى سائق السيارة، بدأت حديثها معي بهذه الطريقة، ثم قالت : والرجال يستمدون سلطتهم من الدين والإسلام، فكرهت الدين كله، وأريد أن أعيش حرة، فأنا قوية بنفسي ولوحدي
قلت لها : ومن قال لك أنك لست قوية، فإن كان الرجل يملك العضلات فليس القوة بالعضلات، وإنما القوة بالتفكير والتخطيط والإرادة والصبر، وهذه المعاني لا فرق بين الرجل والمرأة فيها، قالت : ولكنك تشاهد الواقع الذي نعيشه وتسلط الرجال علينا، قلت لها : الظلم والتسلط منهى عنه في الإسلام، فإن كان الرجل ظالما أو متسلطا فهذا لا يعنى أنه يطبق الدين والإسلام، قالت : أنا كرهت الدين والإسلام من تصرف الرجال، قلت : هل قرأت عن قوة المرأة في القرآن ؟ قالت : لا، قلت : وهل درست الآيات التي يعطي الله فيها القرار للمرأة؟ قالت : لا، قلت : إذن كيف جاءتك نفسية التمرد على الإسلام والدين، قالت : من ظلم الرجال، قلت : ولكنك أتهمت الدين والإسلام بالتسلط على المرأة وظلمها وتقييد حريتها، قالت : وبماذا ترد على كلامي؟
قلت : لو تاملت النصوص القرآنية والهدي النبوي لوجدت أن الله كفل للمرأة حرية اختيار الزوج، وحرية طلب التفريق والخلع، وحرية التملك، وحرية التصرف بمالها، وحرية التعبير وإبداء الرأي، وحرية المشاركة المجتمعية، وحرية التعلم والعمل، وحرية التوجيه والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحتى حرية اتخاذ قرار المشاركة بالقتال، وحرية الهجرة في سبيل الله، قالت : معقولة هذا الكلام؟ قلت : دعيني أكمل كلامي، كما أعطي الله تعالى للمرأة حق في الميراث والمهر والنفقة والسكن، وحرم على الرجال ظلمها والبغي عليها، وأمر الرجل بالدفاع عن المرأة وحمايتها ولو تطلب التضحية بنفسه والدفاع بدمه إن اقتضى الأمر، كما أعطى المرأة الحق بعدم السمع والطاعة للرجل سواء كان أخيها أو أبيها أو زوجها لو لم يأمرها بالمعروف، لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى باحترام المرأة وتقديرها حتى آخر لحظة في حياته، فأي قوة للمرأة أكثر من هذه القوة، قالت : أنا حضرت ورشات وقرأت كتب وتابعت محاضرات تحث المرأة على القوة
قلت : إن كان قصدك بالقوة الدعوة للتحرر من الأخلاق والقيم فهذه ليست قوة، وإن كانت القوة أن تخوني زوجك إذا خانك فهذه ليست قوة، وإن كانت القوة بمعنى أفعلى ما تريدين فأنت حرة فهذه ليست بقوة، وإن كانت القوة أن لا يكون الأب أو الزوج أو الأخ مسؤول عن تأمين الحياة الطيبة لك فهذه ليست قوة، فالقوة ليست بالتمرد على أمر الله ورسوله وأحكام الشريعة، فهناك فرق بين أن تكوني قوية على الطريقة الغربية أو على الطريقة الإسلامية، فالطريقة الغربية تدعوك للتمرد على كل شيء، ولك أن تفعلي كل شيء فهذا تعريف القوة عندهم، أما نحن فمعنى القوة أن تكوني قوية بالله ومع الله وفي سبيل الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، أما ظلم الرجل للمرأة فهذا خطأ وجريمة في حق المرأة وليس له علاقة بمفهوم القوة.