استشاري ينصح بالخيانة الزوجية ؟!
دكتورة استشارية نصحت المرأة التي تستشيرها بخيانة زوجها أن تعامله بالمثل وتعاقبه بخيانتها له حتى تنتقم منه، سمعت هذا من امرأة كانت تستشيرني بخيانة زوجها وقالت لي نصيحة هذه الإستشارية لها، وبعد فترة دخل على رجل يستشيرني بأنه اكتشف أن زوجته على علاقة برجل، فاستشار مستشار أسري فنصحه بأن يخون زوجته بامرأة أخرى حتى يعالج شعوره بالقهر والظلم، قد يستغرب القاريء من نصيحة المستشارين هذه والتي تخالف ثقافتنا وديننا وهويتنا وتساهم في تفكيك الأسرة ودمار الأخلاق وتحقيق غضب الله تعالى
وفي يوم من الأيام التقيت بأحد المستشارين الذين يتبنون رأي (عالج الخيانة بخيانة أخرى) فسألته كيف ترشدون من يستشيركم بالخيانة وتشجعونه عليها؟ فذكر لي أن هذا الحل تعلمه أثناء دراسته وتدريبه في البلاد الأجنبية، ودخلت معه في نقاش طويل ولكنه ظل مصرا على أن هذا الحل هو حل صحيح، فقلت له ولكن نحن لا نعالج الخطأ بالخطأ وإنما نعالج الخطأ بالصواب، كما أننا نفرق بين خطأ وآخر، فلا نعامل الخطأ الطارئ مثل الخطأ المتكرر والمتجذر، ولا نعامل الخطأ الغير مقصود بالخطأ المتعمد، ولا نساوي الخطأ الكبير بالخطأ الصغير، ولكن في كلا الأحوال لا نعالج السيئة بسيئة مثلها فهذا هو منهجنا في الإرشاد الأسري
ثم سألت المستشار لو أنك نصحت امرأة خانها زوجها بأن تخونه فهل تكون عالجت مشكلة الزوج الخائن؟ قال : لا، قلت : إذن أنت لم تعالج المشكلة أساسا، قال : ولكني عالجت مشكلة الزوجة المقهورة، قلت : ألا يوجد حل آخر غير الخيانة يمكنك أن توجهها عليه؟ قال : مثل ماذا ؟ قلت : بالنسبة لها الصبر والتفكير بحلول عمليه والإستعانة بالله تعالى واستشارة أهل الإختصاص، أما بالنسبة للزوج الخائن فتبدأ بالتوجيه والتحذير فإذا لم يستجيب تدخل أطراف آخرين مثل أهله أو أهلها لعلاج المشكلة، فإذا لم يستجيب تساعده بترك الخيانة أو تعرف احتياجاته فتلبيها له حتى تشبعه، وفوق كل هذا تستعين بالله تعالى بالصلاة والدعاء، وقد يكون الهجر حلا أو الطلاق ولكنه أخر الحلول قال : ولكن هذه الحلول تحتاج لوقت حتى تعالج المشكلة، أما لو قلت لها خوني زوجك فإني أكون عالجت مشكلتها بسرعة، قلت : أيهما أولى في الإرشاد السرعة في العلاج الخاطئ أم البطئ في العلاج الصحيح؟ قال : هكذا نحن تعلمنا في المناهج التي درسناها
قلت : لعلك تعلمت من مناهج لا تمت لواقعنا وثقافتنا وديننا، فأنت عندما تنصح زوجة بالإنتقام من زوجها الخائن تكون قد زدت المشكلة تعقيدا، فأنت أهنت كرامتها بأن جعلتها رخيصة تلاحق الرجال، كما أنك دمرت حياتها ونفسيتها لأنك البستها ثوبا ليس من ثوبها فجعلتها تعمل أشياء هي تكرهها، وبالنهاية أنت أوجدت مشكلتين بدلا من علاج مشكلة واحدة، قال : أنا لم أفكر بهذه الطريقة، قلت : ولكن هذه هي الطريقة الصحيحة، لأننا نعتقد بأنك لو نصحت المرأة أو الرجل بالخيانة فإنك تكون قد وجهتهما بخيانة الله تعالى وليس خيانة الطرف الآخر، لأن عقد الزواج عندنا بالإسلام يختلف عن باقي الأديان والمذاهب، فالعقد هو عبارة عن عهد مع الله تعالى بأن تتم المحافظة على العلاقة الزوجية والأسرة، فالعلاقة الزوجية ليست بين طرفين فقط وإنما الله شاهد عليهما، وهو الذي شرع العلاقة بين الطرفين، قال هذا مفهوم جديد علي لم ندرسه في كتب الإرشاد الأسري، قلت : المهم أنك لا تعالج الجريمة بارتكاب جريمة أخرى