قالت : شرف المرأة برأسها لا بمكان عفتها
قالت لماذا تجعلون الشرف والعرض للمرأة فقط أليس الرجل لديه شرف وعرض كذلك لو ارتكب الخطأ ؟ قلت : من يحصر الشرف والعرض فقط للنساء فهو مخطأ، فالشرف والعرض ليس له علاقة بجنس المرأة أو الرجل وإنما هو للإثنين معا، فالرجل والمرأة عليهما أن يحافظا على شرفهما وعرضهما، قالت : كلامك غريب لأني أول مرة أسمع أن الرجل له عرض وشرف، فقد تربينا على أن الرجل يحمل عيبه بينما المرأة لا تحمل عيبها،
قلت : الخطأ خطأ سواء ارتكبه الرجل أو المرأة، قالت : ولكن المجمتع يتعامل مع المسألة بطريقة مختلفة، قلت : لعل هذه ترجع لثقافة المجتمع وعاداته، فليس كل ما يقوله المجتمع صوابا، فقد قال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وإن سعيه سوف يرى)، فكل انسان سواء كان رجل أو امرأة ارتكب خطأ في العلاقات العاطفية أو الجنسية يتحمل خطأه، والقاعدة القرآنية واضحة (ولا تزر وازرة وزر أخرى) فالإسلام وضع سياجات للحفاظ على العرض، منها تحريم الزنا والبعد عن مقدماته، والإستئذان قبل دخول البيوت، وتحريم فعل قوم لوط، وتحريم اتهام المرأة العفيفة والرجل الشريف، وغيرها من الإجراءات للحفاظ على عرض الإنسان وشرفه سواء كان رجلا أو امرأة
قالت : وما رأيك بمن يقول أن المرأة (شرفها في رأسها وليس بغشاء بكارتها) ؟ قلت : دعيني أضرب لك مثلا حتى أجيب على سؤالك، فلو أن امرأة قدمت جسدها لرجل من غير زواج فهي امرأة غير شريفة وغير عفيفة، ولكن لو امرأة أخرى تم اغتصابها تكون المغتصبة عفيفة وشريفة، لاحظي أن الفعل واحد ولكننا حكمنا على الأولى بأنها غير شريفة والثانية شريفة لماذا؟ لأن الأولى رأسها وهو مصدر تفكيرها حثها على ارتكاب الزنا، بينما الثانية ليست كذلك فهي مجبره، فعندما تقولين (شرف المرأة برأسها) هذه كلمة حق يراد منها باطل، فكثير من النساء يرددن شرف المرأة برأسها ويريدون بذلك أن المرأة مهما فعلت فهي شريفة وصادقة حتى لو زنت، قالت : أنا مقتنعة بكلامهن، قلت : لو قلت لك (الأمانة برأس الرجل) ثم سرق هذا الرجل فهل تعاقبينه ؟ قالت : نعم، قلت ألا يكفي أن أمانته برأسه، قالت : ولكنه سرق، قلت : هكذا أنت تقولين المهم أن (شرف المرأة برأسها)، ولو قدمت جسدها لرجل فإنها حرة، مثل هذا السارق فهو حر
قالت : ولكننا نعيش بمجتمع يتفاخر بالرجل لو كان عنده علاقات نسائية أما المرأة فيعتبر عار عليها لو كان عندها علاقات رجالية، قلت : وهل هذا مبرر أن نقول للمرأة ارتكبي الزنا حتى تتساوي مع الرجل في جريمته؟ هذا كلام لا يقوله عاقل، هل تعلمين أن الإسلام رفع من قيمة الشرف والعرض وجعل الرجل شهيدا لو قتل دفاعا عن عرضه، والمرأة لو قتلت دفاعا عن عرضها فهي شهيدة كذلك، ولو قامت امرأة ترقص عارية أمام الرجال فإنها تكون قد هتكت شرفها وعرضها حتى لو لم يلمسها رجل، فالمسألة أكبر من (غشاء بكارة) يمس، ولكن للأسف نحن نعيش في مجتمع يميز بين الرجل والمرأة في ارتكاب الفاحشة، فالنبي الكريم راعى حال المرأة الحامل التي ارتكبت الزنا وأخر عقوبتها إلى أن تلد الطفل وترضعه بينما لم يراع الرجل الذي تسبب في الحمل وتمت عقوبته فورا، ولو ارتكبت المرأة الزنا فلا يحق للرجل أن يقتلها وإنما يعاقبها القضاء، فالإسلام جاء بالمساواة بين الرجل والمرأة في حالة ارتكاب الفاحشة أو الجريمة