كيف نخفف من آثار الحرب على الطفل بفلسطين ؟
الطفل عندما يتعرض لحدث كبير على مستواه النفسي والعقلي مثل الحرب أو وفاة قريب له فإنه يتأثر بسبب قلة خبرته بالحياة وجهله بتفسير الأحداث ومحدودية مهاراته في التعامل مع المصائب وفهمها، وفي هذه الحالة تأتي أهمية التربية والتوجيه للطفل لمساعدته في تفسير الأحداث أو توسيع نظرته للمصائب والأزمات ليرى الجانب الإيجابي فيها أو ليفهم حقيقة الحدث فيتعامل معه بنفسية واعية فنكون سببا في حفظه من الأمراض النفسية أو التفسيرات السلبية
فالطفل عندما يتعرض لحرب ويشاهد النيران والقذائف والموت فإنه يتأثر نفسيا وينتابه الشعور بالخوف والقلق والإنكار وعدم التصديق، وبعض الأطفال يعيشون بكوابيس ومراجعات لبعض الصور التي شاهدوها أو سمعوها فيتأثر نومهم وتتأثر حياتهم، وبعضهم تظهر عليه سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين، وبعض الأطفال يعزفون عن الطعام أو يفرطون في تناوله وتتغير اهتماماتهم وأحاديثهم بما يتناسب مع الحدث الذي يعيشونه، وبعضهم يحدث عنده تبول لا إرادي وزيادة القلق وسرعة البكاء أو ظهور حالات اسهال أو امساك، وفي كل هذه الأعراض يكون للأهل أو الأقرباء الدور الكبير في حسن التعامل مع الطفل وإعادة توازنه النفسي
وفي حالة الطفل بفلسطين عندما يعيش أحداث الحرب فيكون لديه عدة أسئلة منها ما سبب هذه الحرب؟ فهنا الأهل عليهم أن يوضحوا له أحقيتهم بأرض فلسطين وأن أرضهم محتلة وأن العدو مغتصب لهذه الأرض وعليهم الدفاع عن أرضهم وهذا هو حقهم الشرعي، وأحيانا الطفل تكون لديه مشاعر نفسية مثل الخوف والقلق فيتحدث كثيرا عن همومه ومخاوفه ففي هذه الحالة ينبغي أن يترك الأهل له المجال للتعبير والكلام حتى يخرج ما في نفسه ويرتاح، وكذلك الأهل ينبغي أن يتحدثوا عن مخاوفهم أمامه حتي يشعر بأن الشعور بالخوف أمر طبيعي، ويتحدثون أمامه عن كيفية التعامل مع مشاعرهم بالثقة بنصر الله تعالى وأن الله ينصر المظلوم على الظالم ولو كان الظالم أقوى ماديا وتكنولوجيا، ويضربون له الأمثال بنصرة المسلمين في كثير من الغزوات والمعارك التي انتصروا فيها وكانوا أقل عددا وعدة بسبب قوة ارتباطهم وإيمانهم بالله تعالى مع بذل الأسباب، فهذا كله من باب الدعم المعنوي والنفسي
ومن الأساليب المهمة لحماية الطفل تخصيص شخص واحد يكون ملازم للطفل حتى يشعر بالأمان ويتحدث معه دائما، وقد يتصرف الطفل في هذه الظروف تصرفات سيئة أثناء الحرب فلا ينبغي أن نعتبرها تمردا وإنما هو يعبر عما في نفسه من غضب وحزن، وفي هذه الحالة لابد من استيعابه وتفريغ الطاقة التي بداخله وتذكيره بالأشياء الإيجابية التي قام بها مثل مساعدة غيره أو انقاذ شخص أو حماية أخيه، وسؤاله إذا كان لديه أفكار ذكية تساعد الأهل في علاج مشكلة الروائح الكريهه أو مشكلة كهرباء أو صعوبة الحصول على الماء فيكون له دور إيجابي حركي حتى يتغلب على مخاوفه وقلقه الدائم
أما في حالة لو وقع المشهد المروع قريب من الطفل فعلى الأهل لو استطاعوا أن يشتتوا انتباهه لكي لا يشاهد مشاهد تروعه، وفي حالة لو رفض الطفل أن يتكلم فالصواب أن لا يتم اجباره وخاصة إذا كان حزينا وإنما نستخدم معه وسائل أخرى في التعبير فنتركه يبكي أو يعبر بالرسم أو التمثيل أثناء اللعب لأن هناك فروق فردية بين الأطفال في ردات أفعالهم تجاه الحدث، وفي الغالب آثار الحرب تظهر على الأطفال بعد الحرب وليست أثنائه إلا لو طالت الحرب، بمثل هذه الإجراءات نكون قد خففنا نسبة إصابة الأطفال بصدمات الحروب