للرجال نقول : تعرفوا على مخاوف النساء
النساء بشكل عام هن اكثر تأثرا من الرجال بالاضطرابات النفسية والسبب أن المراة في تكوينها البيولوجي تمر بتغيرات جسمانية هرمونية عديدة، فالدورة الشهرية والحمل والنفاس والرضاع وانقطاع الدورة كلها تغيرات بيولوجية ثقيلة جدا، و(العاطفية) التي فطر الله المرأة عليها تساهم الى حد كبير في زيادة الانفعالات النفسية التي تمر بها في هذه الحالات المذكورة، وللعلم فان 60_70٪ من المرتادين الى العيادات النفسية هم من النساء في منتصف العمر
وفي حالة حمل المرأة فإنها تعيش بمشاعر متضاربة عاطفيا نحو الجنين، ونفور يتوجه نحو الرجل في الشهور الأولى، وحالة القرف والغثيان والقيء في الوحام، وحالة الخوف والقلق من فقدان الجنين او تشويهه، وحالة الخوف والقلق من نوع الجنين اذا كان الزوج يرغب بفتاة او بصبي مثلا، وحالة الخوف والقلق من نفور الرجل من زوجته بسبب تعبها وابتعادها عنه وانشغالها عن حاجاته، وحالة الخوف والقلق من غيرة بقية الابناء من اخيهم الجديد او اختهم الجديدة، وهناك حالة الاكتئاب الشديدة التي تصيب 50٪ من النساء عقب الولادة مباشرة وتتمثل بالبكاء والقلق والحزن الشديد
وهناك العقم وما يخلفه من حسرة في القلب كلما رات المراة أما تحضن أولادها، وما يسببه من شعور بالقلق والخوف من فقدان زوجها، وهناك الطلاق اذا كان بارادة منفردة من الرجل فهذا يعني انه تخلى عنها ولم يعد قادرا على العيش معها وهذا ما يجعلها عرضة للقال والقيل في المجتمع، ويجعل المجتمع كله ينظر اليها كانها هي المقصرة وهي المسؤولة عن فقدان اسرتها،
وهناك التعدد وهو يعتبر من اقسى الاحكام على النساء نفسيا، والمجتمع الجاهل يساهم الى حد كبير في الحاق الاذى بالمراة اذا تزوج الرجل امرأة ثانية عبر تحميلها المسؤولية بشكل مباشر او غير مباشر عن فعل الرجل، وتحديات الحضانة قاسية بشكل كبير على المرأة فهي ان اخذت اولادها تعثر زواجها من شخص آخر، وان لم تاخذهم تحسرت عليهم وان تزوجت خسرت حضانتهم، وان لم تخسرها فستخسرها عندما يبلغون الحلم فهذه محنة حقيقية للامومة
إننا نؤكد ان كل هذه الاضطرابات وحالات الخوف عند المرأة هي عادية بحكم التكوين البيولوجي والنفسي العاطفي للمراة، وانها تزول بنسبة كببرة من خلال الرعاية والاهتمام والتفهم والدعم الذي يقوم به الاهل لها اثناء ازمتها النفسية، فالادوية الطبية تنفع في بعض الحالات والرياضة البدنية تنفع الا ان العلاج الاكبر يكون بالرعاية والاهتمام ممن يحيطون بها، ولهذا أكثر ما تحتاجه المرأة لتجاوز هذه التحديات والمخاوف العاطفية الاهتمام والدعم النفسي والرعاية واللمسة الحانية والحضن الدافيء والكلمة الطيبة
وقد قال تعالى (وليس الذكر كالأنثى)، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليؤكد الحقيقتين في سنته فيعلن (انما النساء شقائق الرجال) في الاجر والثواب والدعوة والبناء ويعلن ويوصي مرارا وتكرارا بهن (استوصوا بالنساء خيرا) لانهن يختلفن عنكم جسديا ونفسيا، ولانهن يتعرضن لحالات نفسية صعبة كلما دخلن في مرحلة او طرأ عليهن طارئ جسدي، وقوله (استوصوا) هو ابلغ من قوله (اوصيكم) فاستوصوا معناها دوام التواصي ودوام التذكير به ودوام العمل به،
والإسلام راعى نفسية المرأة ووضع أحكاما خاصة بها في وقت الحيض والحمل والولادة والرضاعة والتقلبات النفسية حتى أن الإسلام لم يلزمها برضاعة طفلها لأنه راعى أن تمر باكتئاب ما بعد الولادة وأنها قد ترفض الطفل، وأمر الإسلام بالإنفاق على الحامل وعلى المرضع من أجل راحتها ورعايتها لتكون مستقرة نفسيا، ففهم الرجل لهذه النفسية ودعم المرأة نفسيا ومعنويا يساعدها على استقرارها وهدوئها وسعادتها