مجموعة نسائية تحرض على الطلاق
هناك مجموعة نسائية نسوية لا تؤمن بالإصلاح الزوجي، فكل مشكلة تحدث بين زوجين يرون الطلاق هو الحل الأمثل، لأن الرجال عندهم كلهم (سي السيد) وكلهم (ظلمة) وكلهم (خونه) وكلهم (ذكوريون) وكلهم (متسلطون) وكلهم (نرجسيون)، وهذه المجموعة النسائية موجودة بكل بلد وكل مكان، فتجدهم في البيت معك أو في العمل أو في هاتفك أو بشبكات التواصل الاجتماعي، فمجرد ما تطرح المرأة مشكلتها مع زوجها يكون الجواب عندهم جاهزا، وهو (الطلاق خير لك) (تحرري من قيود الرجل) (عيشي حياتك) (أسعدي ذاتك)
فهذه المجموعة النسائية لا تفهم لغة الحب، ولا لغة الأسرة، ولا لغة المحافظة على الأبناء، ولكنها تفهم جيدا لغة الشرطة والمخافر والمحاكم والسجون والشكاوى وسرعة الوصول للمحامين، فهم يعيشون بوهم مفاده أن الرجال كلهم نسخة واحدة، وكأنهم تربوا في بيت واحد، فهم كالآلات المتشابهه، فهذه الفئة من النساء لا تعرف التدرج في العلاج والإصلاح ولا تؤمن بدخول الوسيط لحل المشاكل الزوجية، ولا ترى إلا حلا واحدا لكل المشاكل وهو (الطلاق)
وأنا من خلال خبرتي وتجربتي في حل المشاكل رأيت أن الإصلاح مفيد في أكثر الحالات، فأحيانا تأتيني زوجه غاضبة جدا على زوجها وترى الطلاق هو الحل، فأقوم بتهدئتها وتقديم الحلول البديلة لحل مشكلتها وأجمعها مع زوجها، وأحيانا يأتيني الرجل والشرار يطير من عينيه، ويسرد لي الأسباب التي تدعوه لطلاق زوجته، فالتمس منه حبا لزوجته وأقوم بتهدئته وأعطيه حلولا لعلاج مشكلته وأجمعه مع زوجته،
حتى مشكلة الخيانة الزوجية فإني أدرس الحالة قبل التفكير في علاجها وأبحث البدائل والحلول لها، وأقول لنفسي لو كان المستشير يريد أن يطلق بسبب الخيانة لما جاء واستشارني، فنحن لسنا ملائكة فالرجال والنساء يخطئون، وكثير من حالات الخيانة توقفت وتابت، فالقاعدة أنه لا زواج مع الخيانة ولكن لابد أن ندرس كل حالة بحالتها، فليس كل خيانة زوجية حلها بالطلاق، فكم من غلطة كانت سببا في زيادة الحب والتماسك والتفاهم بين الزوجين، وكم من غلطة كانت سببا في القرب من الله تعالى والحرص على الأسرة
وكم من قضايا عشتها في المحاكم بخصومة بين زوجين لسنوات وهما يترددون على المحكمة ولكن قبل النطق بالحكم يتم الصلح بينهما ويحضن بعضهما بعضا وهما يبكيان، وكم من طلاق حصل وحصل معه الندم بسبب العناد ورفض الصلح، فمهتنا أن نجمع لا أن نفرق، وأن نبنى لا أن نهدم، وأن نصلح لا أن نفسد، ولقد حذرنا رسولنا الكريم من التخبيب وهو افساد الزوجة على زوجها فقال : (ليس منا من خبب امرأة على زوجها)، فهل هذه المجموعات النسائية هي مجموعات (تخبيبية) ؟ ولعل الغريب ان الدراسات والأبحاث في أسباب الطلاق أنها لا تذكر أن (التحريض والتخبيب) سببا في زيادة الطلاق!!
فالصلح له أصوله وشروطه، في البداية يحاول الزوجان التفاهم داخل البيت وهذه هي المرحلة الأولى، فإن لم يتفاهما ينتقلا للمرحلة الثانية وهي اللجوء للأهل، فإن كانوا الأهل ليسوا أهلا للصلح، يلجآن لشخص مقرب لهما أو إلى خبير زواج وأرشاد أسري وهي المرحلة الثالثة، وهذا أمر الله قال تعالى ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا) وقال تعالى ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير) فحتى الخلع والطلاق يحتاج لوسيط يتحلى بالحكمة والصبر