هل العنف ضد الرجل أم ضد المرأة ؟
في زمن (الكورونا) ازداد العنف ضد الرجال من نسائهم، وأن ملايين الرجال في العالم تعرضوا للضرب من نسائهم المتسلحات بالقوانين التي تدافع عنهن، وأمامي الآن إحصائيتين الأولى في إنكلترا في العام الماضي تم رصد 695 الف حالة اعتداء على الرجل من الزوجات، والثانية في المغرب فقد أعلنت الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال أنها منذ تأسيسها في عام 2008 وحتى العام الماضي 2020 م استقبلت 25 الف حالة اعتداء على الرجال تضمنت الضرب والطرد من المنزل والإستيلاء على بيته وحرمانه من رؤية أولاده
وبحسب دراسة لمركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة تفيد أن (مصر) تحتل المركز الأول عالميًا في قائمة أكثر النساء في العالم اعتداءً على الأزواج بنسبة 28%. والتي قال عنها المركز في دراسته إنها “نسبة كبيرة”، واعتبرتها الدراسة “ظاهرة جديدة على المجتمع المصري”. وتأتي بعد مصر في القائمة، كل من الولايات المتحدة ب 23% ثم بريطانيا بنسبة 17%، وتليها الهند بنسبة 11%
وهذه الأرقام للعنف الجسدي أما العنف اللفظي فإن شتائم النساء للرجال لا تكاد تحصيها دراسة، فالعنف موجود في الطرفين سواء كان العنف ضد المرأة أم العنف ضد الرجل، وعلى الرغم من ان الدراسات منذ سبعينيات القرن الماضي اثبتت ان الرجال يتعرضون للعنف من النساء بنفس النسبة تقريبا، الا ان الغرب وجمعياته ومنظماته وكل فروعه في عالمنا العربي تجاهلوا هذه الحقيقة، ومن لم يتجاهلها لم يعطها الاهتمام اللازم او العناية اللازمة، ففي عام 1975 قام الباحثان موراي أ. ستراوس وريتشارد ج. جيلز في الولايات المتحدة على عينة تضم 2146 أسرة سليمة، وجد الاستطلاع ما يلي أن 11.6% من النساء، و12% من الرجال عانوا من عنف الشريك خلال الأشهر الإثني عشر الماضية وان و4.6% من الرجال، و3.8% من النساء عانوا من عنف شديد من الشريك دفعت هذه النتائج غير المتوقعة سوزان ك. شتاينمتنر إلى صياغة المصطلح المثير للجدل “متلازمة الزوج المُنتهك” في عام 1977 م
ولعل من الادعاءات الغير صحيحة في تفسير عنف المرأة تجاه زوجها ان هذا العنف في الغالب يكون دفاعا عن النفس، او يكون تشفيا من اذى نفسي الحق بهن، لكن الباحث ستراوس اشار الى حقيقة مخالفة تماما، وهي ان الرغبة بالسيطرة على الرجل هي التي تقف خلف هذا العنف النسوي
وأنا بهذا المقال لا أريد أن أدخل في معركة من يغلب الرجل أم المرأة في العنف ضد الآخر؟ ولكني أردت أن الفت النظر إلى أن ننظر للمسألة بعدالة، فكما أن المرأة تظلم من قبل الرجل فكذلك الرجل يظلم من قبل المرأة في العنف اللفظي أو الجسدي، وعلى الرغم من أن شكوى الرجال من عنف النساء أقل إلا إن الأرقام تفيد أن النسب متقاربة
بعد هذا العرض نقول أن الإسلام وحده الذي يحقق التوازن في مكافحة العنف، فمنع العنف ضد جميع أفراد الأسرة وليس فقط ضد المرأة أو الرجل، فقد قال رسولنا الكريم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) فاللسان في الحديث تعبير عن العنف اللفظي، واليد تعبير عن العنف الجسدي، وقال رسول الله (لا تضربوا إماء الله) و ( أوصيكم بالنساء خيرا) و (النساء شقائق الرجال) و (خياركم خياركم لأهله وأنا خياركم لأهلي)، فهذا توجيه للرجال والنساء بأن لا يستأسد أحدهما على الآخر، فلا الرجل يتفاخر بذكوريته ولا المرأة تتخلى عن أنوثتها وتتنمر على الرجل، فالعنف ممنوع ضد كل أفراد الأسرة