هل المرأة لغز صعب حله ؟
قال : المرأة لغز صعب حله، كلما شعرت أني تقدمت في فهم المرأة اكتشفت أني لا أفهمها، قلت : ما هي مشكلتك؟ قال : أنا خبير بالعلاقات ولكني فاشل في التعامل مع المرأة، قلت : تقصد زوجتك؟ قال : زوجتي وأختى وحتى أمي، قلت : إذا أردت أن تفهم المرأة بسرعة فعليك بأمرين، أن لا تقارنها بنفسك لأنها هي ليست رجل، ولا تقارنها بالآخرين لأن كل امرأة لها شخصية مختلفة
قال : أريد توضيحا أكثر، قلت : المرأة مخلوق عاطفي يتميز بالرقة والحنان وبالتعلق والغيرة وبالعطاء المستمر والتفاني والتضحية، قال : ولكنها تعطيك وتتحكم بك وتضحي من أجلك وتحب أن تسيطر عليك وتغرقك بحبها وعطفها وتريد أن تمتلكك، قلت : لأنها تحب مثلما تعطي أن تأخذ حتى تشعر بقيمة ما أعطت، قال : ولكن هذا الطبع مزعج ويؤذيني، قلت : كل علاقة بالدنيا فيها إيجابيات وسلبيات ولكن الذكي من عرف كيف يستفيد من إيجابياتها ويحسن التعامل مع سلبياتها، قال : أنا لم أفكر بهذه الطريقة
قلت : في الغالب المرأة تهتم بالتفاصيل والرجل يهتم بالأمور المجملة، والمرأة سريعة الإنفعال بينما الرجل أكثر ضبطا في انفعالاته إلا لو كان عصبيا، والمرأة تضخم الأمور وتعطيها أكبر من حجمها والرجل يحاول التقليل من التضخيم ويصغر الأمور حتى يكاد لا يكون لها أثر، فهذه ثلاثة معلومات عن الفروقات بين الرجل والمرأة في الغالب وليس كل امرأة أو كل رجل، قال : وماذا عن الغيرة فأنا منزعج من شدتها كما أن لغة المرأة غير مفهومة فأحيانا تقول نعم وتقصد لا
قلت : كلامك صحيح فغيرتها دافعها الحب، ولكن شدة غيرتها تجعلها تخسر علاقتها بمن تحب، أما الرجل فهو يغار ولكن غيرته متعقلة في الغالب، فلهذا أنت تحتاج لصبر وحكمة عند التعامل مع شدة غيرتها، وعليك أن تتحملها بسبب كثرة حسناتها وإيجابياتها، أما كلامها فهي أحيانا ترفض حين تريد أن تقبل وتقبل حين تريد أن ترفض وعليك أنت أن تفك هذا اللغز، ولو كنت محتارا فأسهل طريقة أن تسألها هل تقصدين كذا وكذا؟ قال وهو يبتسم : وهذه من أصعب المهمات عندي، قلت : الأمر سهل إذا عرفت تتحاور معها، وأزيدك بثلاث معلومات أختم فيها كلامي عن المرأة، وهي أنها تريد الرجل دائما بجانبها بينما هو يريد مساحة وفسحة من الوقت، كما أنها تهتم بمظهرها كثيرا والرجل أقل اهتماما بمظهره، وأنها تهتم بكلام الناس كثيرا بينما الرجل أقل اهتماما لكلام الناس، فهذه المعلومات تنطبق على أكثر النساء وليس كلهم
قال كلامك واضح وأعتقد الآن ساكون خبيرا في التعامل مع المرأة، فابتسمت وقلت له : وكل ما ذكرته لك هو شرح لحديث قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا، فإنَّهنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلع أعلاه، فإنْ ذَهبتَ تُقِيمه كَسَرْتَه، وإنْ تركْتَه لم يزلْ أعوج، فاستوصُوا بالنِّساء خيرًا)، فتلاحظ أن الوصية بالمرأة في أول الحديث وآخره لأهمية الموضوع ولكثرة خلافها واختلافها مع الرجل، وهذا الحديث يتحدث عن طريقة تفكير المرأة بأسلوب واقعي، والتشبيه بالضلع لأن الضلع خلق لحماية الصدر ولا يمكن أن يحميه إلا إذا كان معوجا، وهذا تعبير مجازي والأصل أن المرأة أمان وحماية للرجل كما هو أمان وحماية لها، فالنبي يوجهنا أن نقبل المرأة على طبيعتها ولا نحاول أن نجعلها مثلنا لأننا إذا حاولنا سنصطدم بجدار فطرتها وسينكسر الزواج وكسرها طلاقها