الإنمي والإيحاءات الجنسية للأطفال
دخل على شاب عمره 11 عام وشعره لونه أزرق فلما سألته عن سبب صبغ شعره باللون الأزرق قال أنا أحب أحد شخصيات الإنمي يصبغ شعره أزرق، وأم اتصلت علي لأتحدث مع ابنتها بعمر 15 سنة وأحاورها لأنها بدأت تتبنى أفكار الحادية وتشك في وجود الخالق ولما سألتها عن مصدر معلوماتها قالت لي حلقات الكارتون (الإنمي)، وطفل عمره لم يتجاوز 7 سنوات حاول أن يذبح أخوه الأصغر تقليدا لما شاهده في الكارتون (الإنمي)، وطفل عمره 8 سنوات حاول الإنتحار بسبب رؤية مشاهد الكارتون (الإنمي)، وطفل طلب من والديه أن يكون من عباد الشيطان
إن 60% من نسبة الكارتون في العالم هو (إنمي)، والإنمي نوع من الرسوم المتحركة القادم من الثقافة اليابانية، وأغلب مواضيعه عن العنف والقتل الدموي والسحر والشعوذة واللعب بالأرواح والشياطين والجن والتحكم في قوى الطبيعة وإحياء الموتى والدخول في دائرة التأله،
إن الأرباح التي يحققها الإنمي سنويا 2 تريليون دولار أي ما يعادل 17 مليار دولار وهي ميزانية دولة، وأكثر المتابعين للإنمي من فئة المراهقين والكبار، لأن المراهق في الغالب يكون غير راضي عن أسرته ومجتمعه ويعيش بشعور الفردية ويحب الإنتماء، والإنمي يخاطب مشاعره ويزيده عزله وانطوائية، ولهذا فإن (الاوتاكو) تعنى ملازمة المنزل وتطلق على المهوسين بالإنمي، فيصبح الطفل مدمن لمتابعة الإنمي وينعزل مع الوقت ويكون أصدقاؤه مدمنى الإنمي
فالإنمي مدروس بشكل متقن، (فالكودومو) كارتون يستهدف الأطفال، (والشونين) يستهدف المراهقين الذكور، (والشوجو) يستهدف المراهقات البنات، (والسينين) يستهدف فئة الشباب، (والهانتاي) هو الإنمي الإباحي، (والياوي) يركز على مشاهد الشذوذ بين الذكور، أما (المانجا) فهي قصص مصورة يابانية مؤلفها ياباني وأحداثها تدور باليابان ويحبها الأطفال ليتابعوا الأحداث التي تم تشفيرها في مسلسل الإنمي، كما أن إنمي (يوغي) يشكك في وجود الله ويردد عبارات مثل (لا أهتم إن الإله موجودا أم لا) أو (لا أصلى أبدا للإله) أو (الإله لا شيء سوى فكره صنعها رجل ليخيف الناس) وهكذا
وقد عملت أكثر من دراسة تبين أثر مشاهدة الإنمي في التحرش والإعتداء الجنسي على الآخرين،ففي دراسة مَسحيّة أُجرِيت في أحد الجامعات البولندية (Polish University) على 6463 طالبًا متوسط أعمارهم 14 سنة، ونُشِرت في شهر مايو عام 2019 وخلَصَت إلى أنّ 78.6% من الطلاب تعرّضوا للإباحية عبر مشاهد الانيمي ،
ولعل أهم سؤال هو كيف نتعامل مع أبنائنا المحبين لهذا النوع من الكارتون؟ والجواب هو لا بد أن نقسم الأطفال إلى قسمين : الأول المدمن للإنمي وهذا لا بد من عرضه على مختص لوضع خطة علاجية مع متابعة الأهل له، والقسم الثاني وهم أكثر الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة الإنمي ولكن ليسوا مدمنين، ففي هذه الحالة على الأهل أن يتخذوا عدة إجراءات تربوية
منها مشاهدة الوالدين ما يشاهده الأبناء والجلوس معهم لمعرفة ذوقهم وما يحبون، ثم مناقشتهم بالأفكار التي يشاهدوها ليوضحوا لهم ما هو الصواب والخطأ، وعمل برامج وأنشطة حركية لشغل وقت فراغ الأبناء حتى لا يكون ارتباطهم بالإنمي كثيرا، وبناء المراقبة الذاتية عند الأبناء من خلال غرس الوازع الإيماني والديني في قلوبهم بطريقة محببه، وضبط وقت المشاهدة حسب عمر الطفل حتى لا يتعلق ويتحول لمدمن للإنمي، ومراقبة تصرفات الأبناء ومعرفة مصدرها لمعرفة مدى تأثرهم بما يشاهدون وفي بعض الحالات ننصح بمنع المشاهدة لو كان التأثير كبير على تفكيرهم أو سلوكهم، أما في حالة لو لاحظ الوالدين أن الطفل بدأ يميل للعزلة بسبب الإنمي أو يظهر عليه سلوك العصبية أو الإكتئاب فلا بد من التحرك سريعا لعلاج الحالة حتى لا تزيد