سيكولوجية المرأة الخائنة
هل المرأة التي تخون زوجها شخصيتها ضعيفة؟ وما هي دوافعها عندما ترتكب الخيانة؟ وهل للقناعات الفكرية أو الصحبة السيئة أو ضعف التربية من أسباب الخيانة؟ أو يكون سبب خيانتها اهمال زوجها أو عندما تريد أن تنتقم منه؟ وهل المرأة هي التي تبادر بالخيانة أم خيانتها عبارة عن ردة فعل لخيانة زوجها؟ نحاول أن نجيب على هذه الأسئلة باختصار شديد بهذا المقال
إن دوافع الخيانة عند المرأة غير الرجل، فالمرأة ترتكب الزنا (الخيانة) بدافع العاطفة في الغالب بينما الرجل يرتكب الزنا (الخيانة) بدافع جنسي جسدي، والمرأة التي تخون زوجها شخصيتها قوية وليست ضعيفة لأن جريمة الزنا جريمة كبيرة وليس أي أحد يقدم عليها إلا أن يكون قوي الشخصية، مثل امرأة العزيز عندما خانت زوجها ملك مصر ودعت يوسف عليه السلام للزنا، لو لم تكن شخصيتها قوية لما أقدمت على هذا الفعل في بيتها، بالإضافة إلى أنها دعت النساء لمشاهدة جمال يوسف عليه السلام وقالت لهم هل تلوموني فيه؟ فمن قوة شخصيتها بررت فعلها السيء علانية وواجهت زوجها بالخيانة
ومن دوافع الزنا عند المرأة وجود قناعة عندها بأن لها الحرية الشخصية في بناء علاقات غير شرعية، أو أحيانا يكون الدافع عدم ضبط مشاعرها والتحكم بتفكيرها عندما يخطئ زوجها في حقها فتريد أن تعاقبه بخيانته، ولا تفكر أنها بهذه الحالة هي تعاقب نفسها وليس زوجها وتكون سببا في غضب الله عليها، أو يكون الدافع الصحبة السيئة المشجعة على فعل الحرام والزنا لخيانة الزوج، أو الدافع يكون التربية السيئة التي تلقتها أثناء طفولتها، بأن تكون قد نشأت في بيت كثر فيه الخيانات الزوجية أو مشاهدة أفلام ومسلسلات عن الخيانة الزوجية حتى صار الأمر عادي عندها،
تأمل حسن تربية مريم عليها السلام في التعامل مع الرجل الغريب عندما جاءها جبريل عليه السلام بصورة رجل قالت (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) فهذه هي التربية الإيمانية الصحيحة في مواجهة الرجل الذي يقترب من المرأة، وقد مرت علي حالات كثيرة قامت المرأة بخيانة زوجها انتقاما منه لأنها اكتشفت خيانته، فالمرأة تحب أن تشعر بحماية الرجل لها والدفاع عنها وتحب أن ترى غيرته عليها وتحب أن يحاورها ويسمعها، فإذا فقدت هذا كله بالإضافة لإهمالها جسديا وعاطفيا ورأت خيانته لها ففي بعض النساء يفقدون عقلهم بهذه الحالة ويرتكبون الزنا ولو كان مع عامل أو سائق، ولأهمية شعور المرأة بالغيرة والحماية نلاحظ بنت شعيب عليه السلام طلبت من أبوها أن يزوجها موسى عليه السلام لأنه وقف موقفا رجوليا بمساعدتها في سقيا الماء فقالت (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)
فالزوجة إذا شعرت بالإهمال والملل من زوجها ولا تخاف الله فإنها تفكر بخيانته، ولهذا أمرنا الله تعالى بأن لا نعلق الزوجة فقال (فتذروها كالمعلقة) وأمرنا رسولنا الكريم بالإهتمام بالمرأة فقال (استوصوا بالنساء خيرا)، فالمرأة تعشق الرجل القوي ولهذا تلاحظ ربنا قال (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا) ثم لاحظ النتيجة (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، فإن قام الرجل بدوره بالقوامة ومنها الحماية الأهتمام والرعاية صارت المرأة صالحة قانتة حافظة للغيب، والعكس صحيح لو أهملها عاطفيا وجسديا ونفسيا وكانت لا تخاف الله أو تعرفت على صحبة سيئة أو لم تتربى تربية جيدة فهنا يحصل الإنحراف السلوكي بجريمة الزنا أو أنها تتحرش بالشباب فتتعرف عليهم لتشبع حاجتها النفسية والعاطفية وحتى الجسدية