حوار مع فتاة بالإنستا نهايته نطقت بالشهادة
فتاة كتبت لي على البريد الخاص في الإنستجرام رسالة تقول فيها إني قرأت عن الإسلام وأحببت هذا الدين ولكني رافضة أن أدخل بالإسلام بسبب آية ضرب المرأة الناشز، ففي القرآن آية توصى الزوج بضرب زوجته عند نشوزها بعد الوعظ والهجر بالفراش، إن هذه الآية هي التي أوقفت دخولي للإسلام، لما قرأت رسالتها رحبت بها وقلت : إن المسألة ليست كما تظنين، فهذه حالة خاصة وهي حالة استثنائية ولها ضوابطها وشروطها
قالت : كلامك لم يقنعني فأنا لا أرى هذا التوجيه صحيح، فقلت لها : إن هناك تفاسير تفيد أن المسألة هذه بيد السلطة القضائية وليس الزوج، فالقاضي يقدر الأمر إن كان نافعا أو لا حتى لا يكون في تنفيذه ظلم أو اعتداء، قالت : كذلك كلامك هذا لم يقنعني وما زلت أرى أن في هذا ظلم للمرأة، واستمريت احاورها فترة طويلة وأنا أوضح لها الحكمة من التشريع، وكانت ترفض رفضا قاطعا أمر الضرب وتقول لي أنه من العنف وفيه إهانة للمرأة، فقلت لها : ما قولك بأن بعض الأمراض النفسية يكون علاجها بالضرب بطريقة معينة؟ فقالت لي : هذا مستحيل وأتحداك أن تحضر لي بحثا واحدا،
فقلت لها : أنا مستعد أقدم لك دراسات وأبحاث تفيد أن الضرب كوسيلة يستخدم في العلاج وخاصة في بعض الأمراض، قالت : ولكني لا اريد بحثا عربيا وإنما أريده باللغة الإنجليزية، قلت لها : أنا أقترح عليك أن تبحثي أنت لو كنت مستعجلة لأنني حاليا مسافر ويصعب علي أن أجيبك بسرعة، ثم انقطع التواصل بيننا فترة ثم رجعت على البريد الخاص بالإنستجرام وقالت لي : لقد نطقت الشهادة ودخلت في الإسلام
فقلت لها : مبروك عليك دخولك بالإسلام ودعيت لها بالتوفيق ثم سألتها هل وجدت ما يفيد أن الضرب يعتبر وسيلة من وسائل العلاج ؟ قالت : نعم لقد بحثت كثيرا بهذا الموضوع ووجدت بحثا يثبت أنه في روسيا يستعملوا الضرب لعلاج حالات الإدمان وخاصة مدمني الجنس والخمور والمخدرات وذلك من خلال الضرب على الظهر بالخيزران، وذكرت لي أن الدكتور المعالج يقول إن الجلد أو الضرب على الظهر بالخيزران يحرر المخ من مادة الإندروفين المسؤولة عن ذلك
فقلت لها : ما شاء الله عليك أنت متميزة بالبحث وقد يسر الله لك المعلومة المكملة لك حتى تقتنعي بالإسلام وأن الإسلام دين العدل والواقعية، ومع هذا فإني أوضح لك أن رسولنا الكريم ما ضرب امرأة أبدا ولم يأمر الصحابة بضرب النساء، بل بالعكس أمرهم بالرفق بهم وحسن معاملتهم، مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أما يستحي أحدكم أن يضرب إمرأته كما يضرب العبد؟ يضربها أول الليل ثم يجامعها آخره)، وقال عندما سئل: ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : إن تطعمها إذا أطعمت وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولاتقبح ولا تهجر إلا في البيت)
والضرب لم يرد عن كبار الصحابة ولا تابعيهم ولا حتى صغارهم ، وإنما ورد عن الجهال من العامة في كل زمان ومكان، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أحد الصحابة يضرب عبداً فقال له: يافلان إن الله أقدر عليك من قدرتك على عبدك، فقال: يارسول الله: هو حر لوجه الله
ثم استأذنتها أن أكتب مقالا بالحوار الذي دار بيني وبينها فوافقت وقالت طبعا تستطيع، فالضرب ليس أساسا وإنما له ضوابطه الخاصة ولعلاج مشكلة محددة