قصتين في الخيانة والنهاية مؤلمة
مرت علي قصص في الخيانة الزوجية وأعنى بها (الزنا)، ورأيت فيها العبرة وكيف أن الله تعالى لا يترك من يرتكب الزنا (الخيانة) إلا ويعاقبه في الدنيا قبل الآخرة، وسأروى لكم قصتين عشتهما شخصيا، الأولى قصة امرأة ارتكبت الحرام مع رجل وخانت زوجها جسديا، والثانية لرجل ارتكب الحرام مع عدة نساء وارتكب الزنا معهن وكانت نهاية القصتين مؤلمة،
أما القصة الأولى فهي قصة امرأة متزوجة منذ ثمانية عشر سنة وعندها أطفال من زوجها، وقد وفر لها زوجها كل متطلبات الحياة من مسكن ومأكل ومشرب وحتى السفر لم يقصر معها فيه سواء كان سفر علاج أو سفر ترفيهي، هذه المرأة تعرفت على رجل وصارت تتحدث معه كل يوم وتشتكي له همومها، وكان يستمع لها ويتجاوب معها فتعلقت به، ثم تطورت العلاقة إلى الخروج معا والذهاب للمطاعم حتى شعرت بأنها لا تستطيع أن تستغنى عنه فمكنته من نفسها وارتكبت الحرام، فطلب منها طلب الطلاق ليتزوجها، وبدأت خطوات طلب الطلاق وزوجها مستغرب من طلبها لأنه لم يقصر معها في شيء وهو لا يعرف لماذا هي تطلب الطلاق ولم تصارحه بما في نفسها وأن العلاقة بينها وبين هذا الرجل بالحرام لمدة ثلاث سنوات، واستطاعت أن تأخذ ورقة الطلاق ثم تزوجت الرجل الذي كانت تخون زوجها معه، ولكن المفاجأة كانت في أول ليلة زواج وهم في شهر عسلهم أن الرجل أصيب بخمول وعجز جنسي لم يتمكن من إتمام العلاقة الخاصة بينهما، فصار ينظر لهذه المرأة أنها أدخلت الشؤم في حياته فطلاقها وخسرت بيتها الطاهر الأول والبيت الثاني الذي أسس على الحرام
أما القصة الثانية فهي قصة غريبة وعجيبة رأيت فيها حكمة الله في عقاب الإنسان في دنياه قبل آخرته، وهي قصة رجل عمره خمسين سنة قال لي بأنه مكث ثلاثين سنة من حياته وهو يسافر ويتعرف على النساء ويصادقهن ويتحدث معهن ويرتكب الحرام مع من تعجبه منهن، وقد ارتكب الزنا كثيرا في شبابه، فلما قرر أن يتزوج قرر أن يتوقف عن الزنا والعلاقات المحرمة، وتمنى أن يرزق بالأطفال ليحملوا اسمه ويسعد بذريته، وحصل ما تمنى فتزوج ولكنه صدم في أول ليلة زواج أنه لم يستطيع أن يعاشر زوجته فجلس يبكي طول الليل ندما وحسرة على ما فعله في الحرام، فعلم بأنه أصيب بعجز جنسي فصارح زوجته وطلقها بعد شهر العسل، وبعدها جاء إلي وشكى لي حاله وقال لم أتوقع أن الله يعاقبني هكذا وقد راجع الأطباء وقالوا له أن لديك عجزا جنسيا وأنه محروم من الإنجاب
إن الآية التي تتحدث عن عقوبة الزاني مخيفة، فالله تعالى يجمع ثلاث عقوبات وهي الزنى والشرك بالله والقتل بأنه لهم عذاب مضاعف يوم القيامة قال تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) إلا من تاب فهذا الشرط الأول وآمن وهو الشرط الثاني وعمل صالحا وهو الشرط الثالث فالله يبدل سيئاتهم حسنات،
ولعل القارئ يلاحظ أني وصفت المرأة المتزوجة بالخيانة والرجل الغير متزوج بالخيانة لأن المقصود بالخيانة هي خيانة الله ورسوله وليس خيانة الأشخاص ولكن التعبير الصحيح للحالتين هو ارتكاب (الزنا) وهو من كبائر الذنوب