كيف نتعامل مع الشخصية المترددة ؟
قال تعبت كثيرا من صاحبي فهو دائما متردد عندما أستشيره أو أود أخذ رأيه في أمر حتى ولو كان الأمر بسيط أو عادي، وامرأة دخلت علي وقالت تعبت من زوجي المتردد فالمسؤوليات كلها علي ولا يحسن اتخاذ القرار أبدا، وكلما سألته أو عرضت عليه أمر يطلب منى وقت للتفكير وبالأخير لا يتخذ قرار،
إن الشخصية المترددة متعبة وخاصة إذا كان الأمر الذي ينبغي أن يتخذ فيه قرارا أمر مصيري أو كبير مثل قرار الزواج أو قرار الوظيفة أو التخصص الدراسي أو الإنتقال من بلد إلى بلد، فالشخصية المترددة تماطل وتماطل وتفتح مواضيع وتتركها معلقة ولا تتخذ قرارا واضحا في الأمور والمواقف فيضطر من يتعامل معها أن يتخذ قرار نيابة عنه
وهناك عدة أسئلة تساعدك لمعرفة هل أنت شخصية مترددة أم لا ؟ السؤال الأول هل عندما كنت صغيرا كان الآخرون يتخذون القرار عنك ؟ وهل تشعر أنه ليس لديك الشجاعة والجرأة لاتخاذ القرار؟ وهل أنت تعتمد على الآخرين في حياتك بشكل عام ؟ وهل تلاحظ نفسك أنك تتردد كثيرا عندما يطلب منك ابداء رأيك في أمر أو اتخاذ قرار في أمر معين؟ وهل لديك الشعور بالخطأ أو الخوف لو اتخذت قرارا في حياتك؟ وهل يأتيك شعور بالقلق أو الخجل أمام بعض الأصدقاء أو الأقرباء إذا لا حظت أنهم سريعين باتخاذ القرار؟ وهل أنت عندما تقرر قرار معينا تدرسه من جميع جوانبه وتأخذ كل الإحتياطات حتى لا يكون قرارك خاطأ؟ فإذا كانت كل أجاباتك على هذه الأسئلة (بنعم) فيعنى هذا أنك تعاني من الشخصية المترددة
وحتى تتجاوز هذه المشكلة وتكون صاحب قرار عليك بتعلم عدة مهارات، منها أن تكون مبادرا وشجاعا في اتخاذ القرار، وإذا لاحظت أن نفسك تغلبك وتماطل في القرار ضع لنفسك توقيتا وتاريخا تلزم نفسك به لتتخذ القرار، والمقترح الثاني لحل هذه المشكلة أنك تستشير أهل الإختصاص والخبرة في الأمر الذي أنت متردد فيه، والمقترح الثالث أن تفوض غيرك بالقرار وتلتزم أنت بقراره، ومثال على ذلك من يومين كان شاب يسألني عن اختياره للفتاة وهو معجب بها ولكنه متردد وظل يماطل كثيرا فقلت له فوض أهلك بالقرار فقال لي كل أهلي موافقين على الفتاة وقد أحبوها ولكن المشكلة عندي، فقلت له إذا لم تعالج مشكلة القرار عندك فوض من تثق به باتخاذ القرار نيابة عنك وفعل ذلك، والمقترح الرابع أنك تصنف الأشياء فيكون القرار سهلا، ومثاله لو دخلت مطعما ولا تعرف ماذا تطلب فصنف الطعام إلى (لحوم ودجاج وأسماك وخضار) ثم اختار صنفا واحد وليكن الدجاج، ثم صنف الدجاج ( صدر وفخذ وأجنحة وأرجل) ثم اختار واحدة ثم صنف طريقة الطبخ (مقلي، مشوى، مسلوق) وهكذا تصنف الأشياء فيسهل عليك اتخاذ القرار
ولعل من أكبر أسباب التردد، الخوف أو التجارب الفاشلة سابقا، أو عدم الثقة بالنفس، أو الجهل ونقص المعلومة، أو الخوف من الفشل، ويكون التعامل مع الشخصية المترددة بعدة أساليب، منها أن نشجعه على اتخاذ القرار أو أن نعطيه معلومات حتى يطمئن ونقلل من نسبة الخوف عنده أو نقدم له تجارب الآخرين الذين مروا بنفس تجربته أو نزيد ثقته بنفسه لو كانت المشكلة نقص الثقة بالنفس وأن نذكره بالمواقف التي اتخذ فيها قرارا وكيف كان هو سعيدا بها، ومهم جدا أن نعلمه التوكل على الله وصلاة الإستخارة لأنها تريح الإنسان عندما يتخذ القرار ويفوض أمره لله،