العلاقات في عصر التندر والسناب وبرامج المواعدة
أصبحت العلاقات المفتوحة في عصر التندر والسناب وبرامج المواعدة هي الأصل في العلاقه، ونقصد بها العلاقة التي لا يوجد فيها التزام من الطرفين، فعندما يخبرك شخص من خلال برامج المواعدة أنه يحبك فهذا يعني أنه يسعده أن يتواجد معك بهذا اليوم وليس المقصود الحب الصادق والدائم، لأنه إذا وجد فرصة في علاقة أخرى فإنه ينسحب تدريجيا من التواصل معك، فبرامج المواعدة الإلكترونية حولت الحب والرومانسية إلى نوع من الترفيه والتسلية
فالجميع حريص على أن تبقى العلاقة مفتوحة الأطراف حتى لا يلتزم أي واحد منهم تجاه الآخر بشيء، ولهذا نلاحظ دائما أن العلاقات والصداقات ليس فيها أمان لأنها مبنية على العلاقات المفتوحة الغير ملتزمة بالحقوق والواجبات، والإنسان لا يشعر بصدق العلاقة إلا إذا توفر فيها التزام من الطرفين فيشعر كلاهما بالأمان والحب، والإلتزام يعنى وجود حقوق وواجبات وكل طرف يعرف ماذا يتوقع من الآخر، فالعلاقة الصحية تجاه العائلة أو الأصدقاء هي التي يكون فيها درجة من الإلتزام وكذلك العلاقة الزوجية أو المهنية في العمل، وقتها يظهر خلق الوفاء والإخلاص والتضحية والحب، أما العلاقات المفتوحة والسريعة فإنها تفتقر لمثل هذه الأخلاق
فاليوم أكثر العلاقات لا يعرف الطرفين إلى أين يذهبون وفي أي اتجاه يسيرون، لأنها علاقات سريعة التحضير سريعة الذوبان ليس فيها مشقة أو مجهود، ويخاف كل طرف من الإلتزام تجاه الآخر لأن التعارف حصل من خلال برامج المواعدة الإلكترونية، فأكثر هذه العلاقات تنتهى من حيث بدأت، ولهذا ظهرت مصطلحات في العلاقات المفتوحة في العالم الغربي مثل (زواج كاجوال) (علاقة كاجوال) causal relationship
من يراقب العلاقات في زماننا هذا يلاحظ أنها تسير نحو إحياء العلاقات المفتوحة لأن أكثرها بسبب برامج المواعدة، حتى ظهر عندنا مصطلح (رهاب الارتباط العاطفي) أو (الفيلوفوبيا) وهو رعب يصيب الشخص من الوقوع في الحب أو تكوين أي علاقة فيها مشاعر وعواطف، مما يؤدي للمصاب بالانسحاب من أي علاقة فيها التزام عاطفي أو حب، وقد سألت كثيرا من الشباب والأكثر من الفتيات عندما يبدأون علاقة مع الطرف الآخر ويلاحظون الانسحاب التدريجي أو الهروب من الارتباط العاطفي فكيف يتصرفون؟ فكان الجواب أنهم لا يصدقون هذه التصرفات أو يكذبونها لأنهم لا يعرفون الحقيقة ولكن عندهم أمل بأن تتطور العلاقة مع الوقت، وهذا وهم يعيشون فيه لأن أكثر المتواجدين اليوم في برامج المواعدة الإلكترونية يبحثون عن العلاقة المفتوحة والسريعة وليس العلاقة الدائمة والتي فيها التزام،
ولهذا يردد الفتيات هذا السؤال دائما عندما يتعرفون على شاب وتكون نيتهم الزواج يقولون : لماذا لا يريد الإرتباط بي؟ وهم لا يعرفون أن فكرة الزواج لدي الشخص المصاب ب (فوبيا الإرتباط العاطفي) ملغية، ولهذا فهو شخص يحبذ العزلة أو التواصل الإلكتروني نتيجة خوفه من أن يقع في الحب، فيستمتع بالكتابة أكثر من اللقاء والمشاهدة والإرتباط
وقد عملت دراسات كثيرة على هذا الصنف من الناس فوجدوا أن من صفاتهم أنهم ناجحون في العمل، وملتزمون جدا في الحياة العملية، وعندهم اعتقاد بأن الاهتمام بالعمل والصحة والرياضة والمظهر الخارجي أهم من الحب والإرتباط العاطفي، فهم يميلون للنجاح الفردي عن النجاح الجماعي أو العائلي، وجاءت برامج المواعدة لتعزز عندهم هذا السلوك وتزيد منه، ولهذا أرى الحل لمثل هذه الحالات حتى لا يقع الإنسان في فخ العلاقات المفتوحة أن يحدد تاريخ للعلاقة، فإذا لم يجد أي تطور من الطرف الآخر أو تقدم فعليه أن ينهي العلاقة مباشرة حتى لا يضيع وقته