لعبة كانت سبب في نجاح الزواج وعدم الطلاق
بعد مرور خمسين سنة على الزواج مرضت الزوجة فأخذها زوجها للمستشفى وبعد عمل الفحوصات قال الطبيب إن حالة الزوجة حرجة فلا بد أن تبقى بالمستشفى لمتابعة العلاج، فحزن الزوج كثيرا عند سماعه لهذا الخبر فقد كانت حياتهما مستقرة وسعيدة، ودار شريط الذكريات بأيامهم الحلوة والمرة في حياتهم الزوجية، ولما صار الليل رجع إلى منزله وفتح خزانة زوجته ليرتبها فوجد صندوق مغلق، فأخذه من الخزانة وجلس يفتح الصندوق ليرى ما بداخله، فوجد فيه دميتين من عمل يد زوجته ومبلغ عشرة آلاف دينار، فاستغرب من وجود الدميتين والمبلغ ولكنه أغلق الصندوق وقال غدا أتحدث مع زوجتي وأفهم منها ما قصة هذا الصندوق
وظل طول الليل وهو يفكر في الدميتين والمبلغ ويردد في نفسه ما سر هذه الدميتين ونحن ليس لدينا أطفالا صغارا، فلما أصبح الصباح ذهب إلى المستشفى كعادته للجلوس بقرب زوجته المريضة ليساعدها ويتحدث معها، فقال لها بالأمس رأيت شيئا غريبا في خزانتك، قالت : ما هو ؟ قال : رأيت صندوق فيه دميتين ومبلغ عشرة آلاف دينار، قالت : صحيح وهذه من وصايا جدتي رحمها الله، فاستغرب وقال : ما علاقة جدتك بما في الصندوق ؟ قالت : إن جدتي أوصتني في يوم زفافي الأول وصية حكيمة، قال : وما هي ؟
قالت : قالت لي جدتي كلما دخلت بمشكلة مع زوجك وجائتك خواطر الإنفصال والطلاق فرغي همك وحزنك بأن تعملين دمية من الخيط فتتسلين بها وتفرغين ما فيك من هم بهذا العمل اليدوي حتى لا تفكرين بالإنفصال، لأن الحياة فيها الحلو والمر وفيها لحظات السعادة والحزن فلا تتخذي قرارا وقت حزنك أو في الأيام المرة، ففرح الزوج من كلام جدتها وقال لزوجته الحمد لله أني وجدت دميتين في الصندوق وهذا يعني أنك تضايقتي مني مرتين فقط، فابتسمت الزوجة وصمتت، ثم سألها وما قصة مبلغ العشرة آلاف دينار ؟ فنظرت إليه وهي مستلقية على الفراش وقالت له : إن هذا المبلغ هو مجموع ما بعت من الدمى التي عملتها بيدي، فنظر إليها متعجبا، وسكت وهو يتذكر الأيام والأحداث الكثيرة التي كان يغضبها بها،
مثل هذه القصة الطريفة والجميلة تلخص لنا الحياة الزوجية بفكرة صندوق الدميتين والمبلغ المالي، لأن كل العلاقات الزوجية لابد أن تواجهها التحديات والمشاكل، وهذه من سنة الحياة فلا البحر مستقر في مكانه، ولا الشمس مستقرة في مكانها، ولا حتى المناخ مستقر يوميا فلا نحد يومين متتاليين بنفس المناخ، فالحياة متغيرة وكذلك الإنسان يتغير كلما كبر بالعمر والحياة الأسرية ليست ثابته، ولكن هذه الجدة الذكية استطاعت بحكمتها أن توصي حفيدتها وصية كانت سببا في حفظ بيتها وعدم استعجالها باتخاذ قرارات متهورة في لحظات غضب أو عدم رضى
إن للأهل دور مهم في تهدئة التوتر عندما يحدث الخلاف الزوجي عند أبنائهم، وأعرف كثيرا من الأهالي كان لهم دور إيجابي وحكيم في حفظ بيوت أبنائهم على الرغم من شدة العواصف والمشاكل الزوجية ومع مرور الأيام رجعت المياه لمجاري واستقرت الأسرة، وهناك أهالي يزيدون الطين بلة ويشعلون الحطب نارا فيساهمون في التفرقة بين الزوجين في حالة الخلاف والمشكلة،
فالصبر قيمة ومهارة لابد أن يتعلمها الإنسان حتى يسعد بحياته، كما أن الصبر عبادة يأجر عليها الإنسان فإذا أضفنا على الصبر حكمة في التعامل مع المشاكل صارت عندنا خلطة جميلة تساعد كل شخص على السعادة في حياته حتى لو مرت عليه أيام مرة أو لحظات متوترة، وكانت قصة الدمية هي التدريب على الصبر لتجاوز المشكلات