أهل زوجي يؤذونني كيف أتعامل معهم ؟
قالت الأولى هل واجب على أن أزور بيت أهل زوجي كل أسبوع في جمعتهم العائلية؟ وقالت الثانية أهل زوجي لا يحترموني ولا يقدروني ويهمشون وجودي عندما أزورهم فهل أعاملهم بالمثل أو كيف أتصرف؟ وقالت الثالثة أخت زوجي تغار مني غيرة شديدة وهي التي ربت زوجي وهو صغير وتشعر أني أخذته منها فكيف أتعامل معها ؟
كل هذه الأسئلة متعلقة في التعامل مع أهل الزوج، ولابد بداية أن نفرق في العلاقة والالتزام بين الزوج وأهله والزوجة وأهل زوجها، فليست العلاقة واحدة وليس الجواب واحد للإثنين، فالزوج مطالب ببر أهله وملزم بمساعدتهم وقضاء حوائجهم وخدمتهم وخاصة والديه، أما الزوجة فلا ينطبق عليها نفس الجواب، فهي غير ملزمة ببرهم ولكن لا يعنى هذا إهمالهم، لأن معاملتهم بلطف واحترامهم من احترام زوجها وتقديره، ولكن عندما يكونوا مصدر شقاء لها ولزوجها أو مصدر إيذاء ففي هذه الحالة نحن أما حلين،
الأول أن تصبر على أذاهم ولها الأجر العظيم وكما قيل (من أجل العين تكرم ألف عين) ولو كان الزوج مقدر لموقفها فيكون ذلك دعما لها واستمرارا لصبرها، وننصح في مثل هذه الحالة أن لا تكثر هي من الكلام السيء عن أهله أمامه حتى يستمر في تفهمه لموقفها وصبرها، كما وننصح بعدم مطالبته بقطع أهله أو الدخول معهم بمعارك وخصومات،
والحل الثاني في حالة لو كانت الزوجة لا تريد أن تصبر على إيذائهم، فعليها أن تتفق مع زوجها في كيفية مواجهة إيذائهم من خلال عدة أفكار لتحافظ على أسرتها وزواجها، فالفكرة الأولى أن تتفق مع زوجها بعدم زيارة أهله أسبوعيا وإنما يتم الاتفاق على الزيارة الموسمية في المناسبات مثل التهنئة برمضان أو العيد أو لو كان عندهم مناسبة خاصة، ويفضل لو كان زوجها معها أثناء الزيارة حتى نضمن عدم إيذائها أمامه، لأن زيارة أهل الزوج ليست ملزمة للزوجة وإنما ملزمة لزوجها على اعتبار أنهم أهله وليس أهلها،
والفكرة الثانية أن لا ترد عليهم في حالة لو تم إيذائها بالكلام حتى لا تفتح بابا للخصومة والمعركة، وإنما تتصرف بعقلانية فإما تلتزم الصمت أو الرد الدبلوماسي العام من غير الدخول في التفاصيل، والفكرة الثالثة أن تكون الزيارة خفيفة لبيت أهل الزوج فلا تطيل عندهم وإنما تأدي الواجب وتخرج، ولعل هناك نقطة مهمة متعلقة بالأطفال بأن لا تمنع أطفالها من زيارة بيت أهل زوجها لأن الجد والجدة لهما الحق في رؤية أحفادهم والاستئناس بهم، فلا بد من فصل الموضوعين عن بعض
والفكرة الرابعة أن لا تدخل الزوجة في تحدي مع أهل زوجها أو تفقد أعصابها فتغضب وتتلفظ بألفاظ بذيئة ففي هذه الحالة تزداد المشكلة وتتعقد بينهما وربما يتأثر الزوج أو الأبناء بما حصل وقد يؤدي ذلك إلى التفكير بالطلاق، وهذه النتيجة التي لا نريد أن نصل لها، وأذكر عندما كنت قاضيا بالمحكمة دخل علي زوجان يطلبان الطلاق فحاولت جاهدا أن أصلح بينهما وتم الصلح ولكن المفاجأة كانت أن دخلت أم الزوج ورفضت الصلح وقالت أنا أريد الطلاق، فكان موقفا غريبا ولم أستجب لطلبها بعدما أنهينا الصلح بين الطرفين
فمهم جدا أن تتعلم الزوجة مهارة المداراة وخاصة مع أهل الزوج المؤذين، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من البشر فقال ( إن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره)، فالحكيم يعامل الناس بأخلاقه لا بأخلاقهم، وقال الله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) فمن يعفو عمن ظلمه ومن يصل من قطعه ومن يعطي من حرمه هو السعيد والفائز عند الله تعالى.