هل أنت متدين أم غير متدين ؟ قيم نفسك
كيف تعرف مدى التزامك بالدين ؟ وكيف تقيم نفسك دينيا ؟ هناك عدة علامات وصفات يستطيع الواحد منا أن يقيم نفسه دينيا، فالعلامة الأولى الشخص المتدين لديه ايمان بوجود خالق للكون، وإله لابد من عبادته ويجعله مرجع له في حياته، والعلامة الثانية الإلتزام بتعاليم الخالق في المعتقدات والعبادات والمعاملات والأخلاق والعلاقات، والعلامة الثالثة تجنب الأشياء والأمور التي نهي عنها الخالق وحرم فعلها، والعلامة الرابعة يكون لديه اهتمام بالمواضيع الدينية ويحب قراءة ومشاهدة الأمور الإيمانية والدينية
والعلامة الخامسة المشاركة والتفاعل في المناسبات الدينية مثل الأعياد ورمضان والهجرة والإسراء والمعراج، والعلامة السادسة التطبيق العملي لمبادئ الدين وقيمه وخاصة في حالة الخلاف والاختلاف مع الآخرين فإنه يسأل ماذا يقول الدين في هذه المسألة، ثم يلتزم بالرأي الديني فيكون الدين مرجعا له، والعلامة السابعة أن يكون لديه حرص على زيادة إيمانه من خلال فعل الطاعات، والعلامة الثامنة أن يكون الدافع للصبر والتحمل على المصائب والمشاكل الأجر والثواب عند الله تعالى، والعلامة التاسعة احترام دينه ومعتقده وكذلك احترام الأديان والمعتقدات الأخرى، والعلامة العاشرة أن يكون لديه حرص على نشر الدين وتعليم الغير أحكام الدين ومبادئه،
فهذه عشرة علامات تقيس مدى التزام الإنسان بالدين، وهناك بعض الأشخاص لا يكون الدين مرجعهم في الحياة وإنما تكون لديهم قيم ومبادئ أخلاقية تحكم تعاملهم وحياتهم، لكن الفرق بين الإثنين أن المتدين تكون مرجعيته الدينية في كل أمور حياته فلا يفرق بين حياته الشخصية وحياته الدينية فكلها كما أمر الله تعالى، أما من يلتزم بمبادئ الأخلاق فإنه يركز على مبادئ الأخلاق فقط في علاقاته، أما تعامله مع الحياة فيكون حرا كما يشاء، بينما المتدين يتمثل قول الله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)،
وعكس الشخص المتدين إما يكون شخصا غير متدين يعني يؤمن بوجود إله ولكن يعيش حياته كما يريد، أو يكون ملحدا ينكر وجود الإله ويعيش كما يريد، وفي كل الأحوال فإن سعادة المتدين أكثر من غيره، وهذه السعادة لا يعرفها إلا من ذاقها، والملتزم دينيا يعيش بفوائد كثيرة منها أن الدين يساعده على فهم العالم وما يحدث فيه من أقدار، ويشعر بالراحة لمجريات الأحداث حتى ولو كانت مصائب لأنه يؤمن بالقدر خيره وشره، فلو شعر بالحزن أو القلق فإن إيمانه يجعله مرتاحا ومطمئنا، كما أنه يشعر بالانتماء للمقربين إليه ممن يكونوا بنفس درجة تدينه وهذا الشعور يعطيه دفعة للاستمرار بتدينه حتى ولو كان العالم كله يحارب معتقده، كما أن الدين يشجع على فعل السلوكيات الإيجابية من تسامح وعفو وكرم، وهذه الأخلاق تزيد من سعادة الإنسان وتطيل عمره بسبب ابتعاده عن الحقد والحسد والكذب والخداع،
ومن فوائد التدين أن المتدين عند ارتكاب الخطأ أو المعصية فإنه يعرف كيف يمسحها ويتجاوزها فلا يفكر بالانتحار أو الإدمان على المخدرات والخمور للهروب من مشاكله، بل يواجهها بالاستغفار والندم، ويكون لديه شعور بالراحة الدائمة بسبب كثرة صلاته وعبادته وذكره وهذه نعمة عظيمة، فحاجة الإنسان للدين حاجة فطرية تفوق حاجته للطعام والشراب، حتى الإنسان القديم كان يجتهد بالعبادة بطريقته الخاصة لإن عنده حاجة للرجوع لفطرته، فالله فطر الخلق على عبادته والرجوع له قال تعالى (وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم وذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)، فالتدين مكانه بالقلب وآثاره على الجوارح والشكل، فهو مخبر وجوهر